responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 309

الباب السابع و العشرون في وفود جرم إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

روى ابن سعد [1] عن سعد بن مرّة الجرميّ عن أبيه قال: وفد على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) رجلان منّا يقال لأحدهما الأصقع بن شريح بن صريم بن عمرو بن رياح، و الآخر هوذة بن عمرو ابن يزيد بن عمرو بن رياح فأسلما. و كتب لهما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كتابا.

و روي أيضا عن عمرو بن سلمة بن قيس الجرميّ رضي اللّه تعالى عنه‌ أن أباه و نفرا من قومه وفدوا إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) حين أسلم الناس و تعلموا القرآن و قضوا حوائجهم. فقالوا له: من يصلّي بنا أولنا؟ فقال: «ليصلّ بكم أكثركم جمعا أو أخذا للقرآن».

قال: فجاءوا إلى قومهم فسألوا فيهم فلم يجدوا أحدا أكثر و أجمع من القرآن أكثر مما جمعت أو أخذت. قال: «و أنا يومئذ غلام عليّ شملة، فقدّموني فصلّيت بهم، فما شهدت مجمعا من جرم إلا و أنا إمامهم إلى يومي هذا. قال: مسعر أحد رواته: و كان يصلي على جنائزهم و يؤمّهم في مسجدهم حتى مضى لسبيله.

و روى البخاري، و ابن سعد، و ابن مندة عن عمرو بن سلمة رضي اللّه تعالى عنه قال:

كنا بحضرة ماء ممر الناس عليه، و كنا نسألهم ما هذا الأمر؟ فيقولون: رجل يزعم أنه نبي و أن اللّه أرسله و أن اللّه أوحى إليه كذا و كذا، فجعلت لا أسمع شيئا من ذلك إلا حفظته كأنما يغرى في صدري بغراء حتى جمعت فيه قرآنا كثيرا.

قال: و كانت العرب تلوّم بإسلامها الفتح: يقولون انظروا فإن ظهر عليهم فهو صادق و هو نبي. فلما جاءتنا وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، فانطلق بأبي بإسلام حوائنا ذلك و أقام مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ما شاء اللّه أن يقيم. قال: ثم أقبل فلما دنا منّا تلقّيناه، فلما رأيناه قال: جئتكم و اللّه من عند رسول اللّه حقّا، ثم قال: إنه يأمركم بكذا و كذا و ينهاكم عن كذا و كذا و أن تصلّوا صلاة كذا في حين كذا و صلاة كذا في حين كذا، و إذا حضرت الصلاة فليؤذّن أحدكم و ليؤمكم أكثركم قرآنا. قال: فننظر أهل حوائنا فما وجدوا أحدا أكثر قرآنا مني الذي كنت أحفظه من الرّكبان. فدعوني فعلموني الركوع و السجود، و قدموني بين أيديهم، فكنت أصلّي بهم و أنا ابن ستّ سنين. قال: و كان عليّ بردة كنت إذا سجدت تقلّصت عنّي، فقالت امرأة من الحيّ: ألا تغطون عنّا است قارئكم؟ قال: فسكوني قميصا من معقد البحرين. قال: فما فرحت بشي‌ء أشد من فرحي بذلك القميص.


[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 99.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست