responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 296

الباب الثالث و العشرون في وفد ثقيف إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

قال في زاد المعاد: قال ابن إسحاق: و قدم في رمضان منصرفه من تبوك وفد ثقيف، و كان من حديثهم أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لما انصرف عنهم اتّبع أثره عروة بن مسعود حتى أدركه قبل أن يدخل المدينة، فأسلم و سأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام.

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «إنهم قاتلوك»،

و عرف أن فيهم نخوة الامتناع الذي كان منهم. فقال عروة: يا رسول اللّه أنا أحبّ إليهم من أبكارهم. و كان فيهم كذلك محبّبا مطاعا.

فخرج يدعو قومه إلى الإسلام رجاء إلّا يخالفوه لمنزلته فيهم. فلما أشرف لهم على علّية له، و قد دعاهم إلى الإسلام و أظهر لهم دينه رموه بالنّبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله.

فقيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: «كرامة أكرمني اللّه بها و شهادة ساقها اللّه إليّ، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم». فدفنوه معهم، فزعموا أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال فيه: «إنّ مثله في قومه لكمثل صاحب يس في قومه».

ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهرا، ثم إنهم ائتمروا بينهم و رأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب و قد بايعوا و أسلموا. و أجمعوا أن يرسلوا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) رجلا كما أرسلوا عروة، فكلّموا عبد يا ليل بن عمرو بن عمير، و كان سنّ عروة بن مسعود و عرضوا عليه ذلك. فأبى أن يفعل و خشي أن يصنع به، إذا رجع كما صنع بعروة. فقال: لست فاعلا حتى ترسلوا معى رجالا.

فأجمعوا أن يبعثوا معه رجلين من الأحلاف و ثلاثة من بني مالك فيكونوا ستة فبعثوا مع عبد يا ليل: الحكم بن عمرو بن وهب، و شرحبيل بن غيلان. و من بني مالك: عثمان بن أبي العاص، و أوس ابن عوف، و نمير بن خرشة. فخرج بهم عبد ياليل، فلما دنوا من المدينة و نزلوا قناة ألفوا بها المغيرة بن شعبة. فاشتدّ ليبشّر بهم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم). فلقيه أبو بكر فقال: أقسمت عليك باللّه لا تسبقني إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى أكون أنا أحدثه. فدخل أبو بكر على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فأخبره بقدومهم. ثم خرج المغيرة إلى أصحابه فروّح الظّهر معهم. و علّمهم كيف يحيون رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم). فأبوا إلا تحية الجاهلية. و لما قدموا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ضرب لهم قبّة في ناحية المسجد لكي يسمعوا القرآن و يروا الناس إذا صلّوا.

و كان خالد بن سعيد بن العاص هو الذي يمشي بينهم و بين رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى كتب كتابهم بيده. و كانوا لا يأكلون طعاما يأتيهم من عند رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى يأكل منه خالد حتى أسلموا. و كان فيما سألوا أن يدع لهم الطاغية و هي اللّات و لا يهدمها ثلاث سنين حتى سألوه‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست