responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 29

كبّر و عرف أن قد قتلوه. ثم أتوه يعدون حتى وجدوا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) واقفا على باب المسجد.

فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌: «أفلحت الوجوه». فقالوا: «و وجهك يا رسول اللَّه» و رموا برأسه بين يديه. فحمد اللَّه تعالى على قتله. ثم أتوا بصاحبهم الحارث، فتفل رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) على جرحه فلم يؤذه، فرجعوا إلى منازلهم.

فلما أصبح رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه» [1].

فخافت اليهود، فلم يطلع عظيم من عظمائهم و خافوا أن يبيّتوا كما بيّت ابن الأشرف.

و عند ابن سعد: فأصبحت اليهود مذعورين فجاؤوا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقالوا: قتل سيدنا غيلة، فذكّرهم رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) صنيعة، و ما كان يحضّ عليهم و يحرّض في قتالهم و يؤذيهم.

ثم دعاهم إلى أن يكتبوا بينه و بينهم صلحا [أحسبه‌]. فكان ذلك الكتاب مع عليّ رضي اللَّه تعالى عنه بعد.

تنبيهات‌

الأول: قال العلماء و (رحمهم اللّه تعالى) «في حديث كعب بن الأشرف دليل على جواز قتل من سبّ سيدنا محمد رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أو انتقصه أو آذاه، سواء أ كان بعهد أم بغير عهد، و لا يجوز أن يقال إن هذا كان غدرا و قد قال ذلك رجل كان في مجلس أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه، فضرب عنقه. و إنما يكون الغدر بعد أمان، و هذا نقض العهد، و هجا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و سبّه. و قد كان رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عاهده ألّا يعين عليه أحدا، فنقض كعب العهد، و لم يؤمنه محمد بن مسلمة و لا رفقته بحال، و إنما كلمه في أمر البيع و الرهن إلى أن تمكّن منه.

الثاني: وقع في صحيح مسلم في قول كعب بن الأشرف: «إنما هذا محمد بن مسلمة و رضيعه و أبو نائلة» [2]. قال القاضي [عياض‌] قال لنا شيخنا القاضي الشهيد: صوابه أن يقول: «إنما هذا محمد بن مسلمة و رضيعة أبو نائلة» أي بإسقاط الواو، كذا ذكر أهل السّير أن أبا نائلة كان رضيعا لمحمد بن مسلمة». و وقع في صحيح البخاري: «و رضيعي أبو نائلة» [3].

قال: «و هذا له عندي وجه إن صحّ أنه كان رضيعا لكعب.

الثالث: وقع في الصحيح أن الذي خاطب كعبا هو محمد بن مسلمة و جلّ أهل المغازي على أنه أبو نائلة و أومأ الدمياطي إلى ترجيحه، قال الحافظ: و يحتمل بجمع أن يكون‌


[1] أخرجه البيهقي 3/ 256 و الحاكم 3/ 434 و عبد الرزاق (5382) و انظر البداية و النهاية 4/ 139.

[2] أخرجه مسلم في باب قتل كعب بن الأشرف في الموضع السابق.

[3] في البخاري في كتاب المغازي باب قتل كعب بن الأشرف (4037).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست