الباب الرابع عشر في وفود باهلة إليه (صلّى اللّه عليه و سلم)
روى ابن شاهين عن ابن إسحاق عن شيوخه، و ابن سعد عن شيوخه قالوا: قد مطرّف بن الكاهن الباهلي على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعد الفتح وافدا لقومه. فقال يا رسول اللّه أسلمنا للإسلام و شهدنا دين اللّه في سماواته و أنه لا إله غيره، و صدّقناك و آمنّا بكل ما قلت فاكتب لنا كتابا فكتب له:.
«من محمد رسول اللّه لمطرّف بن الكاهن و لمن سكن بيشة من باهلة. إنّ من أحيا أرضا مواتا فيها مراح الأنعام فهي له، و عليه في كل ثلاثين من البقر فارض، و في كل أربعين من الغنم عتود، و في كل خمسين من الإبل مسنّة [و ليس للمصدّق أن يصدّقها إلا في مراعيها و هم آمنون بأمان اللّه] [1]»
الحديث ... و فيه فانصرف مطرّف و هو يقول:
حلفت بربّ الرّاقصات عشيّة* * * على كلّ حرف من سديس و بازل
قال ابن سعد: ثم قدم نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) وافدا لقومه فأسلم و كتب له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و لمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الإسلام و كتبه عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنه.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:.
باهلة: بباء موحدة و هاء مكسورة و لام مفتوحة.
مراح: [بضم الميم و فتح الراء فألف فحاء مهملة من أراح الإبل ردّها إلى المراح أي المأوى و الماء].
فارض: بالفاء و الراء بينهما ألف فضاد معجمة: المسنّة من الإبل و قيل من البقر و هو المراد هنا.
عتود: بعين مهملة مفتوحة ففوقية مضمومة فواو ساكنة فدال مهملة: من أولاد المعز الصغير إذا قوي و أتى عليه حول.
مسنّة: بميم مضمومة فسين مهملة مكسورة فنون مشددة: من البقر و الغنم ما دخل في السنة الثانية.