responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 262

الباب الرابع في وفد أزد شنوءة على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

روى ابن سعد (رحمه اللّه تعالى) عن منير بن عبد اللَّه الأزدي قال: قدم على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) صرد بن عبد اللَّه الأزدي في وفد من الأزد بضعة عشر رجلا، فنزلوا على فروة بن عمرو فحباهم و أكرمهم و أقاموا عنده عشرة أيام فأسلموا، و كان صرد أفضلهم، فأمّره رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) على من أسلم من قومه، و أمره أن يجاهد بهم من يليه من أهل الشّرك من قبائل اليمن. فخرج صرد يسير بأمر رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، حتى نزل بجرش و هي يومئذ مدينة حصينة مغلقة، و بها قبائل من اليمن قد تحصّنوا بها، و قد ضوت إليهم خثعم فدخلوها معهم حين سمعوا بمسير المسلمين إليهم. فدعاهم إلى الإسلام، فأبوا، فحاصرهم شهرا أو قريبا منه، و كان يغير على مواشيهم فيأخذها. ثم تنحّى عنهم إلى جبل يقال له شكر فظنّوا أنه قد انهزم، فخرجوا في طلبه حتى أدركوه.

فصفّ صفوفه فحمل عليهم هو و المسلمون فوضعوا سيوفهم فيهم حيث شاءوا و أخذوا من خيلهم عشرين فرسا. فقاتلوهم عليها نهارا طويلا.

و قد كان أهل جرش بعثوا إلى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) رجلين منهم يرتادان و ينظران. فبينما هما عند رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عشيّة بعد العصر إذ قال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «بأي بلاد اللَّه شكر»؟ فقال الجرشيّان: يا رسول اللَّه ببلادنا جبل يقال له كشر بذلم يسمّيه أهل جرش. فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «ليس بكشر و لكنه شكر». قالا:

فما شأنه يا رسول اللَّه؟ قال: «إنّ بدن اللَّه لتنحر عنده الآن». و أخبرهما رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بملتقاهم و ظفر صرد بهم. فجلس الرجلان إلى أبي بكر و عثمان رضي اللَّه عنهما فقالا لهما:

و يحكما إن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لينعي لكما قومكما فقوما إلى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فسلاه أن يدعو اللَّه أن يرفع عن قومكما. فقاما إليه فسألاه أن يدعو اللَّه أن يرفع عنهم، فقال: «اللهم ارفع عنهم».

فخرجا من عند رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) راجعين إلى قومهما فوجدا قومهما قد أصيبوا يوم أصابهم صرد بن عبد اللَّه في اليوم الذي قال فيه رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ما قال و في الساعة التي ذكر فيها ما ذكر.

قال ابن سعد: فقصّا على قومهما [القصّة] فخرج وفد جرش حتى قدموا على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فأسلموا فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «مرحبا بكم أحسن النّاس وجوها و أصدقه لقاء و أطيبه كلاما و أعظمه أمانة، أنتم مني و أنا منكم».

و جعل شعارهم مبرورا و أحمى لهم حمى حول قريتهم على أعلام معلومة للفرس و الراحلة [و للمثيرة] بقرة الحرث، فمن رعاه من الناس فماله سحت [1].


[1] أخرجه البيهقي في الدلائل 5/ 372- 373 و ابن هشام في سيرته 4/ 197.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست