responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 254

جماع أبواب بعض الوفود إليه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و بارك عليه‌

الباب الأول في بعض فوائد سورة النّصر

قال ابن إسحاق: لما افتتح رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مكة و فرغ من تبوك و أسلمت ثقيف، و بايعت ضربت إليه وفود العرب من كل وجه قال ابن هشام (رحمه اللّه تعالى): حدثني أبو عبيدة أن ذلك في سنة تسع و أنها كانت تسمّى سنة الوفود. قال ابن إسحاق (رحمه اللّه تعالى):

و إنما كانت العرب تربّص بالإسلام أمر هذا الحيّ من قريش و أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)-، و ذلك أن قريشا كانوا إمام الناس و هاديهم، و أهل البيت و الحرم [و ضريح ولد إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)‌] و قادة العرب لا ينكرون ذلك، و كانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)- و خلافه، فما افتتحت مكة، و دانت له قريش، و دوّخها الإسلام، عرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)- و لا عداوته، فدخلوا في دين الله كما قال اللّه عز و جل- أفواجا يضربون إليه من كل وجه.

و في صحيح البخاري عن عمرو بن سلمة رضي اللّه عنه قال: «و كانت العرب تلوّم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه و قومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبيّ صادق. فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم و بدر أبي قومي بإسلامهم». و ذكر الحديث.

و قد أفرد الحافظ العلّامة الشيخ برهان الدين البقاعي (رحمه اللّه تعالى) الكلام على تفسير سورة النّصر إعلاما بتمام الدّين اللازم عن مدلول اسمها، اللازم عن موت النبي- (صلّى اللّه عليه و سلم)- اللازم عنه العلم بأنه ما برز إلى عالم الكون و الفساد إلا لإعلاء كلمة اللّه تعالى و إدحاض كلمة الشيطان، اللازم عنه أنه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- خلاصة الوجود و أعظم عبد للمولى الودود و على ذلك دلّ أيضا اسمها على التوديع و حال نزولها و هو أيام التشريق من سنة حجّة الوداع.

بِسْمِ اللَّهِ‌ الذي له الأمر كله فهو العليم الحكيم، الرَّحْمنِ‌ الذي أرسلك رحمة للعالمين، فعمّهم بعد نعمة الإيجاد بأن بيّن لهم إقامة معاشهم و معادهم بك طريق النّجاة و غاية البيان بما أنزل عليك من معجز القرآن الذي من سمعه فكأنما سمعه من اللّه‌ الرَّحِيمِ‌ الذي خصّ من أراده بالإقبال به إلى حزبه و جعله من أهل قربة [بلزوم الصراط المستقيم‌] لما دلّت التي قبلها على أن الكفّار قد صاروا إلى حال لا عبرة لهم فيه و لا التفات إليهم، و لا خوف‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست