responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 248

الباب الثمانون في سرية أسامة بن زيد بن حارثة رضي اللّه عنهم إلى أبني و هي بأرض الشرّاة بناحية البلقاء.

و ذلك أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أقام بعد حجته بالمدينة بقية ذي الحجة، و المحرّم، و ما زال يذكر مقتل زيد بن حارثة، و جعفر بن أبي طالب و أصحابه رضي اللّه تعالى عنهم، و وجد عليهم وجدا شديدا.

فلما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالتّهيّؤ لغزو الروم و أمرهم بالجدّ، ثم دعا من الغد يوم الثلاثاء لثلاث بقين من صفر أسامة بن زيد

فقال: «يا أسامة سر على اسم اللّه و بركته حتى تنتهي إلى [موضع‌] مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد ولّيتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أبنى و حرّق عليهم و أسرع السّير تسبق الأخبار فإن أظفرك اللّه فأقلل اللّبث فيهم و خذ معك الأدلّاء و قدّم العيون و الطلائع أمامك».

فلما كان يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر بدئ برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) وجعه فحمّ و صدّع.

فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده.

ثم قال: «اغز بسم اللّه في سبيل اللّه فقاتل من كفر باللّه، اغزوا و لا تغدروا و لا تقتلوا وليدا و لا امرأة و لا تتمنّوا لقاء العدوّ فإنكم لا تدرون لعلكم تبتلون بهم و لكن قولوا اللهم أكفناهم بما شئت و اكفف بأسهم عنّا، فإن لقوكم قد جلبوا و ضجّوا فعليكم بالسّكينة و الصّمت و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم و قولوا اللهم إنا نحن عبيدك و هم عبادك، نواصينا و نواصيهم بيدك و إنما تغنيهم أنت و اعلموا أن الجنة تحت البارقة».

فخرج أسامة رضي اللّه تعالى عنه بلوائه [معقودا]، فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، و عسكر بالجرف فلم يبق أحد من [وجوه‌] المهاجرين الأوّلين و الأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة منهم أبو بكر الصديق، و عمر بن الخطاب و أبو عبيدة بن الجرّاح، و سعد بن أبي وقّاص، و أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي اللّه تعالى عنهم في رجال آخرين من الأنصار، عدّة مثل قتادة بن النعمان، و سلمة بن أسلم بن حريش. فاشتكى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو على ذلك، ثم وجد من نفسه راحة فخرج عاصبا رأسه‌

فقال: «أيها الناس أنفذوا بعث أسامة»

ثم دخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

فقال رجل من المهاجرين- كان أشدهم في ذلك قولا- عيّاش بن أبي ربيعة [المخزومي‌] رضي اللّه تعالى عنه: «يستعمل هذا الغلام على المهاجرين». فكثرت المقالة، و سمع عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه بعض ذلك فردّه على من تكلم به، و أخبر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فغضب غضبا شديدا. و خرج يوم السبت عاشر المحرّم سنة إحدى عشرة و قد

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست