responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 238

الباب الثاني و السبعون في سرية علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه إلى اليمن المرة الثانية.

قال محمد بن عمر، و ابن سعد [1] (رحمهما اللّه تعالى) و اللفظ للأول: قالوا-: بعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عليّا إلى اليمن في رمضان و أمره أن يعسكر بقناة فعسكر بها حتى تتامّ أصحابه. فعقد له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لواء و أخذ عمامته فلفها مثنية مربّعة فجعلها في رأس الرّمح ثم دفعها إليه و عمّمه بيده عمامة ثلاثة أكوار و جعل له ذراعا بين يديه و شبرا من ورائه و قال له:

«امض و لا تلتفت».

فقال عليّ: يا رسول اللّه ما أصنع؟ قال: «إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك و ادعهم إلى أن يقولوا لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه، فإن قالوا نعم فمرهم بالصلاة فإن أجابوا فمرهم بالزكاة فإن أجابوا فلا تبغ منهم غير ذلك، و اللّه لأن يهدي اللّه بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت».

فخرج عليّ في ثلاثمائة فارس فكانت خيلهم أول خيل دخلت تلك البلاد. فلما انتهى إلى أدنى الناحية التي يريد من مذحج فرّق أصحابه فأتوا بنهب و غنائم و سبايا نساء و أطفالا و نعما و شاء و غير ذلك. فجعل عليّ على الغنائم بريدة بن الحصيب الأسلمي فجمع إليه ما أصابوا قبل أن يلقى لهم جمعا. ثم لقي جمعهم، فدعاهم إلى الإسلام فأبوا و رموا أصحابه بالنّبل و الحجارة. فلما رأى أنهم لا يريدون إلا القتال صفّ أصحابه و دفع اللواء إلى مسعود بن سنان السّلمي فتقدم به، فبرز رجل من مذحج يدعو إلى البراز، فبرز إليه الأسود بن خزاعي فقتله الأسود و أخذ سلبه. ثم حمل عليهم عليّ و أصحابه فقتل منهم عشرين رجلا فتفرّقوا و انهزموا و تركوا لواءهم قائما و كفّ عليّ عن طلبهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأسرعوا و أجابوا. و تقدم نفر من رؤسائهم فبايعوه على الإسلام و قالوا نحن على من وراءنا من قومنا و هذه صدقاتنا فخذ منها حق اللّه تعالى. و جمع عليّ ما أصاب من تلك الغنائم، فجزّأها خمسة أجزاء فكتب في سهم منها للّه ثم أقرع عليها، فخرج أول السّهمان سهم الخمس و قسم علي رضي اللّه تعالى عنه على أصحابه بقيّة المغنم، و لم ينفّل أحدا من الناس شيئا، و كان من كان قبله يعطون خيلهم الخاص دون غيرهم من الخمس ثم يخبرون رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بذلك فلا يردّه عليهم فطلبوا ذلك من عليّ فأبى و قال: الخمس أحمله إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يرى فيه رأيه.

و أقام فيهم يقرئهم القرآن و يعلّمهم الشرائع و كتب إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كتابا مع‌


[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 1/ 122.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست