الباب الستون في بعثه (صلّى اللّه عليه و سلم) عبد اللّه بن عوسجة رضي اللّه تعالى عنه إلى بني حارثة بن عمرو في صفر سنة تسع.
روى أبو سعيد النيسابوري في الشرف، و أبو نعيم في الدلائل من طريق محمد بن عمر عن شيوخه: بعث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عبد الله بن عوسجة [إلى بني حارثة بن عمرو] يدعوهم إلى الإسلام. فأخذوا الصحيفة فغسلوها و رقّعوا بها أسفل دلوهم، و أبوا أن يجيبوا فرفع ذلك إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: «ما لهم؟ ذهب اللّه بعقولهم» فهم إلى اليوم أهل رعدة و عجلة و كلام مختلط و أهل سفه. قال محمد بن عمر: قد رأيت بعضهم عييّا لا يحسن يبين الكلام.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
عوسجة: بفتح العين و السين المهملتين بينهما واو، و بالجيم.
الرّعدة: بكسر الراء اسم من رعد يرعد بضم العين، و ارتعد اضطرب.