الباب السابع و الخمسون في سرية الطفيل بن عمرو [الدوسي] رضي اللَّه تعالى عنه إلى ذي الكفين في شوال سنة ثمان.
قال ابن سعد: قالوا لما أراد رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المسير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفّين صنم من خشب كان لعمرو بن حممة الدوسي، يهدمه، و امره أن يستمد قومه و يوافيه بالطائف، فخرج سريعا إلى قرية فهدم ذا الكفين و جعل يحيي النار في وجهه و يحرقه و يقول:
يا ذا الكفين لست من عبّادكا* * * ميلادنا أقدم من ميلادكا
إني حشوت النّار في فؤادكا
و انحدر معه من قومه أربعمائة سراعا فوافوا رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام و قدم بدبّابة و منجنيق و قال: «يا معشر الأزد من يحمل رايتكم؟» فقال الطفيل: من كان يحملها في الجاهلية النعمان بن الرّازية اللّهي. قال: «أصبتم».
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
الطّفيل: بضم الطاء و فتح الفاء و سكون التحتية.
ذو الكفّين: بلفظ تثنية كفّ الإنسان و خفّف في العشر للوزن.
حممة: بضم الحاء المهملة و فتح الميمين.
الدوسي: بفتح الدال و سكون الواو و بالسين المهملتين.
الدّبّابة: بدال مهملة مفتوحة فموحدة مشددة فألف فموحدة فتاء تأنيث: آلة من آلات الحرب يدخل فيها الرجال فيدبّون بها إلى الأسوار لينقبوها.