responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 200

الباب الخامس و الخمسون في بعثه (صلّى اللّه عليه و سلم) خالد بن الوليد رضي اللَّه تعالى عنه إلى بني جذيمة من كنانة و كانوا أسفل مكة على ليلة بناحية يلملم في شوال سنة ثمان و هو يوم الغميصاء و ذلك في غزوة الفتح.

روى ابن إسحاق عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي اللَّه عنهم، و محمد ابن عمر عن ابن سعد قال: بعث رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) خالد بن الوليد- حين افتتح مكة- داعيا و لم يبعثه مقاتلا، و بعث معه ثلاثمائة و خمسين رجلا من المهاجرين و الأنصار [و معه قبائل من العرب‌] سليم بن منصور، و مدلج بن مرّة فوطئوا بني جذيمة [بن عامر بن عبد مناة بن كنانة] فلما رآه القوم أخذوا السلاح فقال خالد: ما أنتم؟ قالوا: مسلمون قد صلّينا و صدّقنا و بنينا المساجد في ساحاتنا و أذّنّا فيها. قال: فما بال السلاح عليكم؟ قالوا: «إن بيننا و بين قوم من العرب عداوة فخفنا أن تكونوا هم فأخذنا السلاح». فقال خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا. فقال رجل من بني جذيمة يقال له جحدم: «ويلكم يا بني جذيمة إنه خالد، و اللَّه ما بعد وضع السلاح إلا الإسار و ما بعد الإسار إلا ضرب الأعناق، و اللَّه لا أصنع سلاحي أبدا» أ فأخذه رجال من قومه فقالوا: «يا جحدم أ تريد أن تسفك دماءنا إن الناس قد أسلموا و وضعت الحرب أوزارها و أمن الناس». فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه و وضع القوم السلاح لقول خالد.

و روى الإمام أحمد، و البخاري و النسائي عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بعث خالدا إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فجعلوا يقولون صبأنا صبأنا فجعل خالد يقتل منهم و يأسر و دفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم «أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره». قال ابن عمر: «فقلت و اللَّه لا أقتل أسيري و لا يقتل أحد أمن أصحابي أسيره». قال أبو جعفر محمد بن علي رضي اللَّه عنهم: فلما وضعوا السلاح أمرهم خالد عند ذلك فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم. و عند ابن سعد أنهم لما وضعوا السلاح قال لهم: استأسروا فاستأسر القوم فأمر بعضهم فكتف بعضا و فرّقهم في أصحابه. فلما كان السّحر نادى خالد: من كان معه أسير فليدافّه و المدافّة الإجهاز عليه بالسيف. فأما بنو سليم فقتلوا من كان في أيديهم. و أما المهاجرون و الأنصار فأرسلوا أساراهم.

قال ابن هشام: حدثني بعض أهل العلم أنه حدث عن إبراهيم بن جعفر المحمودي قال: قال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «رأيت كأني لقيت لقمة من حيس فالتذذت طعمها فاعترض في حلقي منها شي‌ء حين ابتلعتها فأدخل عليّ يده فنزعه».

فقال أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه:

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست