responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 148

و قدّم الطلائع أمامه. فلما نزل المسلمون وادي القرى بعث أخاه سدوس بن عمرو في خمسين من المشركين فاقتتلوا و انكشف أصحاب سدوس و قد قتل، فشخص أخوه. و مضى المسلمون حتى نزلوا معان من أرض الشام. و بلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم و انضم إليهم مائة ألف أخرى من لخم و جذام و قبائل قضاعة من بلقين و بهراء و بليّ عليهم و رجل من بليّ ثم أحد إراشة يقال له مالك بن رافلة.

فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم، و قالوا نكتب إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فنخبره بكثرة عدونا فإما أن يمدّنا بالرجال و إما أن يأمرنا بأمر فنمضي له. فشجّع الناس عبد اللّه بن رواحة فقال: «يا قوم و اللّه إن التي تكرهون للّتي خرجتم تطلبون الشهادة، و ما نقاتل الناس بعدد و لا قوّة و لا كثرة و ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا اللّه به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور و إما شهادة و ليست بشرّ المنزلتين». فقال الناس: صدق و اللّه ابن رواحة.

فمضى الناس حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم و العرب بقرية من قرى البلقاء يقال لها مشارف، ثم دنا العدوّ، و انحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فالتقى الناس عندها. فتعبّأ لهم المسلمون. و روى أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم، و محمد بن القرّاب في تاريخه عن برذع بن زيد قال: قدم علينا وفد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى مؤتة و عليهم زيد بن حارثة و جعفر بن أبي طالب و عبد الله بن رواحة، و خرج معهم منا عشرة إلى مؤتة يقاتلون معهم. قد كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) نهاهم أن يأتوا فركبت القوم ضبابة فلم يبصروا حتى أصبحوا على مؤتة. و روى محمد بن عمر عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه قال: «شهدت مؤتة فلما دنا العدوّ منا رأينا ما لا قبل لأحد به من العدد و العدد و السلاح و الكراع و الديباج و الحرير و الذهب فبرق بصري فقال لي ثابت بن أقرم: «يا أبا هريرة كأنك ترى جموعا كثيرة». قلت:

نعم. قال: إنك لم تشهد معنا بدرا، إنّا لم ننصر بالكثرة. قال ابن إسحاق: و تعبّأ المسلمون للمشركين، فجعلوا على ميمنتهم رجلا من عذرة يقال له قطبة بن قتادة، و على ميسرتهم رجلا من الأنصار يقال له عباية بن مالك- [قال ابن هشام‌] و يقال له عبادة بن مالك.

ذكر التحام القتال‌

قال ابن عقبة، و ابن إسحاق، و محمد بن عمر: ثم التقى الناس و اقتتلوا قتالا شديدا.

فقاتل زيد بن حارثة براية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى شاط في رماح القوم. ثم أخذها جعفر بن أبي طالب فقاتل بها حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء فعرقبها ثم قاتل القوم حتى قتل فكان جعفر أول رجل من المسلمين عرقب فرسا له في سبيل اللّه.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست