غالب أسامة بن زيد، فجاء أسامة بعد ساعة من الليل فلامه الأمير لائمة شديدة و قال: ألم تر إلى ما عهدت إليك؟ فقال خرجت في إثر رجل منهم يقال له نهيك جعل يتهكم بي حتى إذا دنوت منه قال: «لا إله إلا اللّه». فقال الأمير: «أ أغمدت سيفك»؟ فقال: «لا و اللّه ما فعلت حتى أوردته شعوب». فقال: بئس ما فعلت و ما جئت به تقتل امرءا يقول لا إله إلا اللّه. فندم أسامة و سقط في يده و ساق المسلمون النّعم و الشّاء و الذّرية، و كانت سهمانهم عشرة أبعرة لكل رجل أو عدلها من الغنم و كانوا يحسبون الجزور بعشرة من الغنم.
تنبيهان
الأول: كذا ذكر ابن إسحاق في رواية يونس و محمد بن عمر، أن قتلة أسامة لمرداس كانت في هذه الغزوة و سيأتي الكلام على ذلك في سرية أسامة بن زيد إلى الحرقات.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
مصاب: بضم الميم و بالصاد المهملة.
بشير: بموحدة و شين معجمة كأمير.
فدك: بفتح الفاء و الدال المهملة.
هيّأ: بفتح الهاء و التحتية المشددة و بالهمز.
الكديد: بفتح الكاف و كسر الدال المهملة الأولى.
علبة: بضم العين المهملة و سكون اللام و بالموحدة و تاء التأنيث.
عقبة: بالقاف.
عجرة: بضم العين المهملة و سكون الجيم و بالراء و تاء التأنيث.
الطلائع: جمع طليعة من يبعث ليطّلع طلع العدوّ للواحد و الجمع.
أوفى: أشرف.
الزّميل: بفتح الزاي و كسر الميم و سكون التحتية و باللام، و هو هنا الرفيق في السفر الذي يعينك على أمورك.
الحاضر: تقدم في الباب الذي قبله.
حويّصة: بضم الحاء المهملة و فتح الواو و تخفيف التحتية ساكنة و تشديدها مكسورة و بالصاد المهملة.
مرّة: بضم الميم و فتح الراء المشددة.
أو عز إليه: بفتح أوله و سكون الواو و فتح العين المهملة و الزاي تقدم.
أمت أمت: تقدم الكلام عليه في سرية أبي بكر رضي اللّه عنه.