الباب الثامن و الثلاثون في سرية بشير بن سعد رضي اللَّه تعالى عنه إلى بني مرة بفدك في شعبان سنة سبع.
قال محمد بن عمر، و ابن سعد (رحمهما اللّه تعالى): «بعث رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بشير بن سعد في ثلاثين رجلا إلى بني مرّة بفدك، فخرج يلقي رعاء الشّاء فسأل عن الناس فقالوا هم في بواديهم- و الناس يومئذ شاتون لا يحضرون الماء- فاستاق النّعم و الشّاء و انحدر إلى المدينة، فخرج الصّريخ فأخبرهم فأدركه الدّهم منهم عند الليل، فباتوا يرامونهم بالنّبل حتى فنيت نبل أصحاب بشير، و أصبحوا فحمل المرّيّون عليهم فأصابوا أصحاب بشير و ولّي منهم من ولّى، و قاتل بشير قتالا شديدا حتى ارتثّ، و ضرب كعبه فقيل قد مات، و رجعوا بنعمهم و شائهم، و كان أول من قدم بخبر السريّة و مصابها علبة بن زيد الحارثي. و استمر بشير بن سعد في القتلى فلما أمسى تحامل حتى انتهى إلى فدك فأقام عند يهود بها أياما حتى ارتفع من الجراح ثم رجع إلى المدينة.
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
بشير: بموحدة فشين معجمة فتحتية فراء وزن أمير.
مرّة: بضم الميم و تشديد الراء.
فدك: بفتح الفاء و الدال و بالكاف.
البوادي: جمع بادية.
الدّهم: بفتح الدال المهملة و سكون الهاء و بالميم: العدد الكثير، و جمعه الدهوم بضم الدال.
ارتثّ: بضم أوله و سكون الراء و ضم الفوقية و بالمثلثة: حمل من المعركة رثيثا أي جريحا و به رمق.
غلبة: بضم العين المهملة و سكون اللام و فتح الموحدة و تاء تأنيث.