responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 123

الباب الرابع و الثلاثون في بعثه (صلّى اللّه عليه و سلم) عمرو بن أمية الضمري رضي اللَّه تعالى عنه ليفتك بأبي سفيان بن حرب قبل إسلامه.

روى البيهقي عن عبد الواحد بن عوف و غيره قالوا إن أبا سفيان قال لنفر من قريش: ألا أحد يغترّ محمدا فإنه يمشي في الأسواق. فأتاه رجل من الأعراب فدخل عليه منزله فقال: «قد وجدت أجمع الرجال قلبا و أشدّهم بطشا و أسرعهم شدّا فإن أنت قوّيتني خرجت إليه حتى أغتاله و معي خنجر مثل خافية النّسر، فأسوره ثم آخذ في عير فأسير و أسبق القوم عدوا فإني هاد بالطريق خريت». قال: «أنت صاحبنا».

فأعطاه بعيرا و نفقة و قال: «اطو أمرك». فخرج ليلا فسار على راحلته خمسا و صبّح ظهر الحرّة صبح سادسة. ثم أقبل يسأل عن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى دلّ عليه، فعقل راحلته ثم أقبل إلى رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و هو في مسجد بني عبد الأشهل. فلما رآه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) قال: «إنّ هذا ليريد غدرا. و اللَّه تعالى حائل بينه و بين ما يريد». فذهب ليجني على رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فجذبه أسيد بن الحضير بداخلة إزاره، فإذا بالخنجر فسقط في يديه و قال: دمي دمي فأخذ أسيد بلببه فدعته،

فقال رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «اصدقني ما أنت؟» قال: «و أنا آمن». قال: «نعم». فأخبره بأمره و ما جعل له أبو سفيان.

فخلّى عنه رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فأسلم و قال: «يا محمد و اللَّه ما كنت أفرق الرجال فما هو إلّا أن رأيتك فذهب عقلي و ضعفت نفسي، ثم اطلعت على ما هممت به مما سبقت به الرّكبان و لم يعلمه أحد فعرفت أنك ممنوع و أنك على حق و أن حزب أبي سفيان حزب الشيطان». فجعل رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يتبسّم. فأقام الرجل أياما يستأذن رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فخرج و لم يسمع له بذكر [1].

و روى الإمام إسحاق بن راهويه عن عمرو بن أميّة رضي اللَّه تعالى عنه قال: «بعثني رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و بعث معي رجلا من الأنصار»- قال ابن هشام هو سلمة بن أسلم بن حريس اللَّه إلى أبي سفيان بن حرب و قال: «إن أصبتما فيه غرّة فاقتلاه». و قال ابن إسحاق: بعث رسول اللَّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عمرا بعد مقتل خبيب بن عديّ و أصحابه و بعث معه جبّار بن صخر الأنصاري فخرجا حتى قدما مكة و حبسا جمليهما بشعب من شعاب يأجج. ثم دخلا مكة ليلا فقال جبّار- أو سلمة- لعمرو: «لو أنّا طفنا بالبيت و صلينا ركعتين». فقال عمرو: «إن القوم إذا تعشّوا جلسوا بأفنيتهم و إنهم إن رأوني عرفوني فإني أعرف بمكة من الفرس الأبلق». فقال: «كلا إن‌


[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 1/ 68.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 6  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست