responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 95

الباب الثالث و العشرون في غزوة ذي قرد- و هي الغابة

و السّبب فيها إغارة عيينة بن حصن بن حذيفة الفزاري في خيل غطفان على لقاح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم).

روى الشيخان، و البيهقيّ عن يزيد بن أبي عبيد، و مسلم و ابن سعد، و البيهقيّ عن إياس بن سلمة بن الأكوع كلاهما عن سلمة- رضي اللّه عنه. و ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، و عبد اللّه بن أبي بكر و من لا يتّهم عن عبد اللّه بن كعب بن مالك، و محمد بن عمر عن شيوخه، و ابن سعد عن رجاله، أن لقاح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- كانت عشرين لقحة و كانت ترعى البيضاء و دون البيضاء إلى الجبل، و هو طريق خيبر، فأجدب ما هنالك فقرّبوها إلى الغابة تصيب من أثلها و طرفائها و تغدو في الشجر، و كان الرّاعي يؤوب بلبنها كل ليلة عند المغرب [1].

قال محمد بن عمر: و كان أبو ذرّ قد استأذن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى لقاحه، فقال له رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «إني أخاف عليك من هذه الضاحية أن تغير عليك». و نحن لا نأمن من عيينة بن حصن و ذويه و هي في طرف من أطرافهم، فألحّ عليه، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-:

«لكأني بك قد قتل ابنك و أخذت امرأتك، و جئت تتوكأ على عصاك» فكان أبو ذرّ يقول:

عجبا لي، إنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يقول: «لكأني بك» و أنا ألحّ عليه،

فكان- و اللّه- ما قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال أبو ذرّ: و اللّه إنّي لفي منزلنا، و لقاح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد روّحت و عطّفت و حلبت عتمتها، و نمنا، فلما كان الليل أحدق بنا عيينة بن حصن في أربعين فارسا، فصاحوا بنا و هم قيام فأشرف لهم ابني فقتلوه، و كانت معه امرأته و ثلاثة نفر فنجوا، و تنحيت عنهم، و شغلهم عني إطلاق عقل اللّقاح، ثم صاحوا في أدبارها، فكان آخر العهد بها، و لمّا قدمت على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أخبرته تبسّم.

و قال سلمة بن الأكوع: خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، و كانت لقاح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بذي قرد، فبعث رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بظهره مع رباح- بفتح الراء و بالموحدة- غلام رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أنا معه، و خرجت بفرس طلحة أندّيه مع الظّهر، فلقيت غلاما لعبد الرحمن بن عوف كان في إبل لعبد الرحمن بن عوف فأخطئوا مكانها، و اهتدوا للقاح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأخبرني أن لقاح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد أغار عليها عيينة بن حصن في أربعين فارسا من غطفان.


[1] أخرجه البخاري 7/ 526 (4194) و مسلم 3/ 1432 (131/ 1806) و البيهقي في الدلائل 4/ 180.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست