responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 70

المكان المعروف بالحديبية سمي ببئر كانت هنالك، هذا اسمها، ثم عرف المكان كلّه بذلك، و بينها و بين مكة نحو مرحلة واحدة، و بين المدينة تسع مراحل الثاني: قالوا: كانت سنة ستّ، قاله الجمهور، في ذي القعدة، و قال هشام ابن عروة عن أبيه- (رحمهما اللّه)- في شوال، و شذّ بذلك هشام عن الجمهور. و قد وافق أبو الأسود عن عروة الجمهور. و في البخاري عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: ما اعتمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلّا في ذي القعدة، و فيه عن أنس- رضي اللّه عنه- اعتمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أربع عمر كلهن في ذي القعدة، فذكر منها عمرة الحديبية [1].

الثالث: اختلفت الروايات في عدّة من كان مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فيها، ففي رواية عبد العزيز الأفاقي عن الزّهري في حديث المسور، و مروان: ألف و ثمانمائة.

و في رواية إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء: كنّا أربع عشرة مائة.

و في رواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق كانوا ألفا و أربعمائة أو أكثر.

و في رواية لسالم بن أبي الجعد عن جابر: أنّهم كانوا خمس عشرة مائة، و كذلك رواية سعيد بن المسيّب عنه، و كذلك رواية ابن أبي شيبة عن مجمّع بن جارية.

قال الحافظ- (رحمه اللّه)- و الجمع بين هذا الاختلاف أنهم كانوا أكثر من ألف و أربعمائة، فمن قال ألف و خمسمائة جبر الكسر، و من قال ألف و أربعمائة ألغاه. و يؤيده قول البراء في رواية عنه: كنّا ألفا و أربعمائة أو أكثر، و اعتمد على هذا الجمع النووي- (رحمه اللّه).

و أما البيهقي- (رحمه اللّه)- فمال إلى التّرجيح، و قال: إن رواية من قال ألفا و أربعمائة أرجح، ثم روى من طريق أبي الزبير و من طريق سفيان بن عمر بن دينار، كلاهما عن جابر كذلك.

و من رواية معقل بن يسار عن سلمة بن الأكوع، و البراء بن عازب و من طريق قتادة عن سعيد بن المسيّب عن أبيه، و معظم هذه الطرق عن مسلم.

و وقع عند ابن سعد- (رحمه اللّه)- في حديث معقل بن يسار: زهاء ألف و أربعمائة، و هو أيضا في عدم التحديد.

و أما قول عبد اللّه بن أبي أوفى- (رحمه اللّه)-: كنّا ألفا و ثلاثمائة كما رواه البخاري، فيمكن حمله على ما اطّلع عليه، و اطلع غيره على زيادة أناس لم يطّلع هو عليهم، و الزيادة من الثّقة مقبولة. أو العدد الّذى ذكره عدد المقاتلة. و الزّيادة عليها من الأتباع و من الخدم و النّساء و الصّبيان الّذين لم يبلغوا الحلم.


[1] أخرجه البخاري 7/ 439 (4148) و مسلم 2/ 916 (217/ 1253) و سيأتي في هديه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في الحج.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست