responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 64

رأيهم عمّا كان،

و كان أبو بكر- رضي اللّه عنه- يقول: ما كان فتح في الإسلام أعظم من صلح الحديبية، و كان النّاس قصر رأيهم عمّا كان بين رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و بين ربّه، و العباد يعجلون، و اللّه- تعالى- لا يعجل لعجلة العبد حتى يبلغ الأمور ما أراد، لقد رأيت سهيل بن عمرو في حجّة الوداع قائما عند المنحر يقرّب لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بدنه و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ينحرها بيده، و دعا الحلّاق فحلق رأسه فانظر إلى سهيل يلقط من شعره، و أراه يضعه على عينيه، و أذكر امتناعه أن يقرّ يوم الحديبية بأن يكتب: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم» فحمدت اللّه- تعالى- الذي هداه للإسلام.

ذكر ما أنزل اللّه سبحانه و تعالى في شأن غزوة الحديبية: قال اللّه سبحانه و تعالى‌ «إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً»

بيّنا و ظاهرا، و هذا إخبار عن صلح الحديبية، و سمّاه فتحا لأنه كان بعد ظهوره على المشركين حتّى سألوه الصّلح، و تسبب عنه فتح مكة، و فرغ به- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لسائر العرب فغزاهم، و فتح مواضع.

و روى البخاريّ عن أنس- رضي اللّه عنه- في الآية قال: الفتح صلح الحديبية [1].

و روى أيضا عن البراء رضي اللّه عنه- قال: تعدّون أنتم الفتح فتح مكة، و قد كان فتح مكّة فتحا، و نحن نعدّ الفتح بيعة الرّضوان يوم الحديبية.

قال الحافظ (رحمه اللّه) يعني قوله تعالى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً و هذا موضع وقع فيه اختلاف قديم: و التحقيق: أنه يختلف باختلاف المراد من الآيات. فقوله- تعالى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً المراد بالفتح هنا الحديبية، لأنها كانت مبدأ الفتح المبين على المسلمين لما ترتّب على الصلح الذي وقع من الأمن و رفع الحرب و تمكّن من كان يخشى الدخول في الإسلام و الوصول إلى المدينة من ذلك، كما وقع لخالد بن الوليد، و عمرو بن العاص و غيرهما، ثم تبعت الأسباب بعضها بعضا، إلى أن كمل الفتح.

قال الزّهريّ: لم يكن في الإسلام فتح قبل فتح الحديبية أعظم منه إنما كان الكفر حيث القتال، فلمّا أمن الناس كلّهم، كلّم بعضهم بعضا، و تفاوضوا في الحديث و المنازعة، و لم يكلّم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلّا بادر إلى الدخول فيه، فلقد دخل في تينك السّنتين مثل من كان دخل في الإسلام قبل ذلك أو أكثر.


[1] البخاري 8/ 447 (4834).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست