responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 6

بني قريظة، فنزل قريبا من حصنهم على بئر أنّا بأسفل حرّة بني قريظة، فلمّا رآه عليّ- رضي اللّه عنه- رجع إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أمرني أن ألزم اللّواء، فلزمته، و كره أن يسمع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أذاهم و شتمهم.

فقال لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): «لا عليك ألا تدنو من هؤلاء الأخابيث، فإنّ اللّه- تعالى- كافيك اليهود. فقال له رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): «لم تأمرني بالرّجوع؟ فكتمه ما سمع، فقال: «أظنّك سمعت منهم لي أذى» فقال: نعم يا رسول اللّه. قال: «لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا». فسار رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إليهم، و تقدّمه أسيد بن الحضير- فقال: يا أعداء اللّه: لا نبرح عن حصنكم حتّى تموتوا جوعا، إنما أنتم بمنزلة ثعلب في جحر، فقالوا: يا ابن الحضير:

نحن مواليك دون الخزرج، و خاروا، فقال: لا عهد بيني و بينكم و لا إلّا و ذمة، و دنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم). و ترّسنا عنه، و نادى بأعلى صوته نفرا من أشرافهم، حتى أسمعهم فقال: «أجيبوا يا إخوة القردة و الخنازير و عبدة الطّاغوت هل أخزاكم اللّه و أنزل بكم نقمته؟ أ تشتمونني؟! فجعلوا يحلفون ما فعلنا، و يقولون: يا أبا القاسم ما كنت جهولا، و في لفظ ما كنت فاحشا. و اجتمع المسلمون عند رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عشاء، و بعث سعد بن عبادة- رضي اللّه عنه- بأحمال تمر لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و المسلمين. فكان طعامهم، و قال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) يومئذ «نعم الطّعام التّمر».

ذكر محاصرة المسلمين لبني قريظة

غدا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- سحرا، و قدّم الرماة و عبّأ أصحابه فأحاطوا بحصون يهود، و رموهم بالنّبل و الحجارة، و هم يرمون من حصونهم حتّى أمسوا، فباتوا حول الحصون، و جعل المسلمون يعتقبون، يعقب بعضهم بعضا، فما برح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يراميهم حتّى أيقنوا بالهلكة، و تركوا رمي المسلمين، و قالوا: دعونا نكلمكم، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): «نعم» فأنزلوا نبّاش بن قيس، فكلمّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم) على أن ينزلوا على ما نزلت عليه بنو النّضير من الأموال و الحلقة و تحقن دماءنا، و نخرج من بلادك بالنّساء و الذّراري، و لنا ما حملت الإبل إلّا الحلقة، فأبى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: تحقن دماءنا و تسلّم لنا النّساء و الذّريّة و لا حاجة لنا فيما حملت الإبل، فأبى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلّا أن ينزلوا على حكمه، و عاد نبّاش إليهم بذلك.

ذكر اعتراف كعب بن أسد كبير بني قريظة و غيره بصدق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

فلمّا عاد نبّاش إلى قومه، و أخبرهم الخبر، قال كعب بن أسد: يا معشر بني قريظة، و اللّه قد نزل بكم من الأمر ما ترون و إنّي عارض عليكم خلالا ثلاثا، فخذوا ما شئتم منها، قالوا: و ما هي؟ قال: نتابع هذا الرّجل و نصدّقه. فو اللّه لقد تبيّن لكم أنّه نبيّ مرسل، و أنّه الّذي تجدونه في‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست