شهدوا بيعة الرّضوان؟ قال: خمس عشرة مائة، قلت فإنّ جابر بن عبد اللّه قال: أربع عشرة مائة، قال: ي(رحمه اللّه) توهّم، هو حدّثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة [1].
و روى الشيخان، و ابن جرير عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال: كان أصحاب الشجرة ألفا و ثلاثمائة، و كانت أسلم ثمن المهاجرين [2].
أفاد الواقديّ أنّ أسلم كانت في الحديبية مائة رجل.
و روى سعيد بن منصور و الشيخان عن جابر بن عبد اللّه قال: كنّا يوم الحديبية ألفا و أربعمائة فقال لنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «أنتم خير أهل الأرض»
و روى الإمام أحمد، و أبو داود، و الترمذيّ عن جابر بن عبد اللّه، و مسلم عن أم مبشّر- رضي اللّه عنهما- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة»
و روى الإمام أحمد بسند- رجاله ثقات- عن أبي سعيد الخدري- رضي اللّه عنه- قال: لمّا كان يوم الحديبية قال لنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «لا توقدوا نارا باللّيل» فلمّا كان بعد ذلك قال: «أوقدوا و اصطنعوا فإنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم و لا مدّكم»
فلمّا نظر سهيل بن عمرو و حويطب بن عبد العزّى، و مكرز بن حفص، و من كان معهم من عيون قريش من سرعة النّاس إلى البيعة و تشميرهم إلى الحرب اشتدّ رعبهم و خوفهم، و أسرعوا إلى القضية.
ثم أتى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن الذي ذكر من أمر عثمان باطل».
ذكر الهدنة و كيف جرى الصلح يوم الحديبية
روى ابن إسحاق و أبو عبيد و عبد الرزّاق و الإمام أحمد و عبد بن حميد و البخاري و أبو داود و النسائي و ابن جرير و ابن مردويه، و محمد بن عمر عن المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم، و الشيخان عن سهيل بن حنيف أن عثمان لمّا قدم من مكة هو و من معه رجع سهيل بن عمرو و حويطب و مكرز إلى قريش فأخبروهم بما رأوا من سرعة أصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)