responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 473

عنهم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و المؤمنون حتى أن الرجل ليعرض عن أبيه و أخيه، و حتى إن المرأة لتعرض عن زوجها، فمكثوا كذلك أياما حتى ركب الذين تخلفوا، و جعلوا يعتذرون إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بالجهد و الأسقام، و يحلفون له فرحمهم و بايعهم و استغفر لهم.

ذكر حديث كعب بن مالك و أصحابه- رضي اللّه عنهم-

روى ابن إسحاق، و عبد الرزاق، و ابن أبي شيبة، و الإمام أحمد، و الشيخان عن كعب بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: لم أتخلف عن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك، غير أني كنت تخلفت عن غزوة بدر و لم يعاتب اللّه أحدا تخلف عنها، إنما خرج رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يريد عير قريش حتى جمع اللّه بينهم و بين عدوهم على غير ميعاد، و لقد شهدت مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، و ما أحبّ أنّ لي بها مشهد بدر، و إن كانت بدر أذكر- و في رواية: و إن كانت بدر أكثر ذكرا في الناس منها. كان من خبري أنّي لم أكن قطّ أقوى و لا أيسر منّي حين تخلّفت عنه في تلك الغزوة، و اللّه ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة، و لم يكن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يريد غزوة إلا ورّى بغيرها، و كان يقول: «الحرب خدعة» حتى كانت تلك الغزوة، غزاها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في حرّ شديد، و استقبل سفرا بعيدا و مفازا و عددا كثيرا، فجلّى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم- و في لفظ أهبة عدوهم- فأخبرهم بوجهه الذي يريد، و المسلمون مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- كثيرون- و عند مسلم يزيدون على عشرة آلاف [1].

و روى الحاكم في الإكليل عن معاذ- رضي اللّه عنه- قال: خرجنا مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى غزوة تبوك زيادة على ثلاثين ألفا [2]، و قال أبو زرعة الرازي: لا يجمعهم كتاب حافظ- قال الزهري: يريد الديوان، قال كعب: فما رجل يريد أن يتغيب إلّا ظن أن سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي اللّه تعالى.

و غزا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- تلك الغزوة حين طابت الثمار و الغلال في قيظ شديد، في حال الخريف و الناس خارفون في نخليهم، و تجهّز رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و تجهّز المسلمون معه، فخرج في يوم الخميس و كان يحبّ إذا خرج في سفر جهاد أو غيره أن يخرج يوم الخميس، فطفقت أغدوا لكي أتجهز معهم فأرجع و لم أقض شيئا، فأقول في نفسي: أنا قادر عليه، و في رواية: و أنا أقدر شيئا في نفسي على الجهاد و خفة الجهاد، و أنا في ذلك أصبو إلى الظلال‌


[1] أخرجه البخاري 8/ 113 (4418) و مسلم 4/ 2120- 2128 (53)، و البيهقي في الدلائل 5/ 273، و المغازي للواقدي 3/ 997 و البداية 5/ 23.

[2] انظر البداية 5/ 23.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست