responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 466

ذكر إرادة بعض المنافقين الفتك برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ليلة العقبة التي بين تبوك و المدينة و أطلع اللّه تعالى نبيه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على ذلك‌

روى الإمام أحمد عن أبي الطّفيل، و البيهقي عن حذيفة، و ابن سعد عن جبير بن مطعم- رضي اللّه عنهم- و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ عن الضحاك و البيهقي عن عروة، و البيهقي عن ابن إسحاق. و محمد بن عمر عن شيوخه- (رحمهم اللّه تعالى)- أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لما كان ببعض الطريق مكر به ناس من المنافقين و ائتمروا بينهم أن يطرحوه من عقبة في الطريق. و في رواية كانوا قد أجمعوا أن يقتلوا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فجعلوا يلتمسون غرته، فلما أراد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن يسلك العقبة أرادوا أن يسلكوها معه، و قالوا: إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي، فأخبر اللّه تعالى رسوله بمكرهم، فلما بلغ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- تلك العقبة نادى مناديه للناس: إن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أخذ العقبة فلا يأخذها أحد، و اسلكوا بطن الوادي، فإنه أسهل لكم و أوسع، فسلك الناس بطن الوادي الّا النفر الذين مكروا برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لما سمعوا ذلك استعدوا و تلثموا، و سلك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- العقبة، و أمر عمّار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة و يقودها و أمر حذيفة بن اليمان أن يسوق من خلفه، فبينا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يسير من العقبة إذ سمع حسّ القوم قد غشوه، فنفّروا ناقة رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حتى سقط بعض متاعه و كان حمزة بن عمرو الأسلمي لحق برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بالعقبة، و كانت ليلة مظلمة،

قال حمزة: فنوّر لي في أصابعي الخمس، فأضاءت حتى جمعت ما سقط من السوط و الحبل و أشباههما، فغضب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أمر حذيفة أن يردهم، فرجع حذيفة إليهم، و قد رأى غضب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و معه محجن فجعل يضرب وجوه رواحلهم و قال: إليكم إليكم يا أعداء اللّه تعالى، فعلم القوم أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد اطّلع على مكرهم، فانحطوا من العقبة مسرعين حتى خالطوا الناس، و أقبل حذيفة حتى أتى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: اضرب الراحلة يا حذيفة، و امش أنت يا عمار، فأسرعوا حتى استوى بأعلاها، و خرج رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من العقبة ينتظر الناس و قال لحذيفة: هل عرفت أحدا من الركب، الذين رددتهم؟ قال: يا رسول اللّه قد عرفت رواحلهم، و كان القوم متلثمين فلم أبصرهم من أجل ظلمة الليل. قال: «هل علمتم ما كان من شأنهم و ما أرادوا»؟ قالوا: لا و اللّه يا رسول اللّه. قال: «فإنهم مكروا ليسيروا معي فإذا طلعت العقبة زحموني فطرحوني منها- أن شاء اللّه تعالى- قد أخبرني بأسمائهم و أسماء آبائهم و سأخبركم بهم إن شاء اللّه تعالى» قالوا: أ فلا تأمر بهم يا رسول اللّه إذا جاء الناس أن تضرب أعناقهم؟ قال: أكره أن يتحدث الناس و يقولوا: إن محمدا قد وضع يده في أصحابه فسماهم لهما ثم قال: «اكتماهم» فانطلق إذا أصبحت فاجمعهم لي، فلما أصبح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست