responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 464

و على ذلك جرى محمد بن عمر و ابن حزم و غيرهم، و قال ابن عقبة، و ابن إسحاق: بضع عشرة ليلة. و اللّه أعلم.

ذكر بعض آيات وقعت في رجوع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- من تبوك إلى المدينة

روى محمد بن عمر، و أبو نعيم عن أبي قتادة- رضي اللّه عنه- قال: بينا نحن نسير مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في الجيش ليلا و هو قافل و أنا معه إذ خفق خفقة- و هو على راحلته فمال على شقه فدنوت منه فدعمته فانتبه، فقال: «من هذا؟» فقلت: أبو قتادة يا رسول اللّه، خفت أن تسقط فدعمتك، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «حفظك اللّه كما حفظت رسوله» ثم سار غير كثير ثم فعل مثل ذلك هذا فدعمته فانتبه فقال: يا أبا قتادة، هل لك في التعريس؟» فقلت: ما شئت يا رسول اللّه، فقال: «انظر من خلفك» فنظرت فإذا رجلان أو ثلاثة، فقال «ادعهم» فقلت: أجيبوا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فجاءوا فعرسنا- و نحن خمسة- برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و معي إداوة فيها ماء و ركوة لي أشرب فيها، فنمنا فما انتبهنا إلا بحرّ الشمس، فقلنا: إنّا للّه فاتنا الصبح، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «لنغيظن الشّيطان كما غاظنا» فتوضأ من ماء الإداوة ففضل فضلة فقال: «يا أبا قتادة احتفظ بما في الإداوة و الرّكوة، فإن لهما شأنا» و صلى- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بنا الفجر بعد طلوع الشمس، فقرأ بالمائدة، فلما انصرف من الصلاة قال: «أما إنّهم لو أطاعوا أبا بكر و عمر لرشدوا» و ذلك أن أبا بكر و عمر أرادا أن ينزلا بالجيش على الماء فأبوا ذلك عليهما، فنزلوا على غير ماء بفلاة من الأرض، فركب رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فلحق الجيش عند زوال الشمس و نحن معه. و قد كادت أعناق الخيل و الرجال و الركاب تقطّع عطشا، فدعا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بالرّكوة فأفرغ ما في الإداوة فيها. و وضع أصابعه عليها فنبع الماء من بين أصابعه، و أقبل الناس فاستقوا و فاض الماء حتى رووا، و رووا خيلهم، و ركابهم، و كان في العسكر اثنا عشر ألف بعير، و الناس ثلاثون ألفا، و الخيل اثنا عشر ألف فرس، فذلك قول رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «احتفظ بالرّكوة و الإداوة».

قال ابن إسحاق، و محمد بن عمر: قالوا: و أقبل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قافلا حتى إذا كان بين تبوك و واد يقال له: وادي الناقة- و قال ابن إسحاق: يقال له وادي المشقق- و كان فيه و شل يخرج منه في أسفله قدر ما يروي الراكبين أو الثلاثة، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «من سبقنا إلى ذلك الوشل فلا يستقين منه شيئا حتى نأتيه» فسبقه إليه أربعة من المنافقين: معتّب بن قشير، و الحارث بن يزيد الطائيّ حليف في بني عمرو بن عوف، و وديعة بن ثابت، و زيد بن اللّصيت، فلما أتاه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- وقف عليه فلم ير فيه شيئا. فقال «من سبقنا إلى هذا الماء؟» فقيل يا رسول اللّه فلان و فلان، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «ألم أنهكم؟» فلعنهم و دعا

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 464
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست