responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 46

فقام مكرز بكسر الميم، و سكون الكاف، و فتح الراء، بعدها زاي، ابن حفص. فقال:

دعوني آته.

فلمّا طلع و رآه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال: «هذا رجل غادر»

و في لفظ «فاجر» فلما انتهى إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- كلّمه بنحو ما كلّم به بديلا و عروة، فرجع إلى أصحابه فأخبرهم بما ردّ عليه رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم).

ذكر إرساله- (صلّى اللّه عليه و سلم)- خراش بن أمية و بعده عثمان بن عفان إلى قريش‌

قال محمد بن إسحاق و محمد بن عمر و غيرهما: بعث رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى قريش خراش بن أميّة على جمل لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يقال له الثّعلب، ليبلّغ عنه أشرافهم بما جاء له، فعقر عكرمة بن أبي جهل- و أسلم بعد ذلك- الجمل، و أرادوا قتله فمنعه الأحابيش، فخلّوا سبيله حتى أتى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و لم يكد فأخبر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بما لقي.

و روى البيهقيّ عن عروة قال: لمّا نزل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الحديبية فزعت قريش لنزوله إليهم، فأحبّ أن يبعث إليهم رجلا من أصحابه، فدعا عمر بن الخطاب ليبعثه إلى قريش، فقال: يا رسول اللّه إنّي أخاف قريشا على نفسي و قد عرفت قريش عداوتي لها، و ليس بها من بني عديّ من يمنعني، و إن أحببت يا رسول اللّه دخلت عليهم. فلم يقل له رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- شيئا، فقال عمر: يا رسول اللّه و لكني أدلّك على رجل أعزّ بمكة منيّ، و أكثر عشيرة و أمنع، و أنه يبلغ لك ما أردت، عثمان بن عفّان.

فدعا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عثمان فقال: «اذهب إلى قريش و أخبرهم أنّا لم نأت لقتال و إنّما جئنا عمّارا، و ادعهم إلى الإسلام».

و أمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين و نساء مؤمنات فيدخل عليهم و يبشّرهم بالفتح، و يخبرهم أنّ اللّه تعالى- وشيكا أن يظهر دينه بمكّة حتى لا يستخفى فيها بالإيمان. فانطلق عثمان إلى قريش فمرّ عليهم ببلدح فقالوا: أين تريد؟ فقال: بعثني رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إليكم لأدعوكم إلى الإسلام، و إلى اللّه جلّ ثناؤه، و تدخلون في الدّين كافة، فإن اللّه- تعالى- مظهر دينه و معزّ نبيّه، و أخرى: تكفون و يكون الذي يلي هذا الأمر منه غيركم، فإن ظفر برسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فذلك ما أردتم، و إن ظفر كنتم بالخيار بين أن تدخلوا فيما دخل فيه الناس، أو تقاتلوا و أنتم وافرون جامّون. إن الحرب قد نهكتكم و أذهبت الأماثل منكم. و أخرى إنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يخبركم أنّه لم يأت لقتال أحد، إنّما جاء معتمرا، معه الهدي، عليه القلائد ينحره و ينصرف. [1]

فقالوا: قد سمعنا ما تقول، و لا كان هذا أبدا، و لا دخلها علينا عنوة، فارجع إلى صاحبك فأخبره أنّه لا يصل إلينا.


[1] أخرجه ابن سعد 2/ 1/ 70 و البيهقي في الدلائل 4/ 133.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست