responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 433

الباب الثلاثون في غزوة تبوك‌

و يقال إنها غزوة العسرة و الفاضحة: اختلف في سببها، فقيل إنّ جماعة من الأنباط الذين يقدمون بالزيت من الشام إلى المدينة ذكروا للمسلمين أن الرّوم جمعوا جموعا كثيرة بالشام، و أن هرقل قد رزق أصحابه لسنة، و أجلبت معهم لخم و جذام و عاملة و غسّان و غيرهم من متنصّرة العرب، و جاءت مقدّمتهم إلى البلقاء و لم يكن لذلك حقيقة، و لمّا بلغ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ذلك ندب الناس إلى الخروج- نقله محمد بن عمر و محمد بن سعد.

و روى الطبراني بسند ضعيف عن عمران بن حصين- رضي اللّه عنهما قال: كانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل/: إن هذا الرجل الذي قد خرج يدّعي النّبوة هلك و أصابتهم سنون فهلكت أموالهم. فإن كنت تريد أن تلحق دينك فالآن، فبعث رجلا من عظمائهم و جهّز معه أربعين ألفا فبلغ ذلك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأمر بالجهاد [1].

و قيل: إنّ اليهود قالوا لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يا أبا القاسم إن كنت صادقا فالحق بالشام فإنّها أرض الأنبياء، فغزا تبوك لا يريد إلّا الشام. فلما بلغ، تبوك أنزل اللّه تعالى الآيات من سورة بني إسرائيل: وَ إِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَ إِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء 76] رواه ابن أبي حاتم، و أبو سعد، النّيسابوري، و البيهقي بإسناد حسن.

و قيل: إن اللّه سبحانه و تعالى لما منع المشركين من قربات المسجد الحرام في الحج و غيره قالت قريش: لتقطعنّ عنا المتاجر و الأسواق و ليذهبنّ ما كنّا نصيب منها، فعوّضهم اللّه تعالى- عن ذلك بالأمر بقتال أهل الكتاب حتّى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون كما قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ لا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ‌ [التوبة 28، 29] و قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ‌ [التوبة 123] و عزم رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- على قتال الروم، لأنّهم أقرب الناس إليه، و أولى الناس بالدّعوة إلى الحق لقربهم إلى الإسلام رواه ابن مردويه عن ابن عباس و ابن أبي شيبة و ابن المنذر عن مجاهد، و ابن جرير عن سعيد بن جبير.


[1] انظر المجمع 6/ 194 و قال فيه العباس بن الفضل الأنصاري و هو ضعيف.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست