أجدّهم أليس لهم نصيح* * * من الأقوام كان بنا عريفا
يخبّرهم بأنّا قد جمعنا* * * عتاق الخيل و النّحت الطّروفا
و أنّا قد أتيناهم بزحف* * * يحيط بسور حصنهم صفوفا
رئيسهم النّبيّ و كان صلبا* * * نقيّ القلب مصطبرا عزوفا
رشيد الأمر ذا حكم و علم* * * و حلم لم يكن نزقا خفيفا
نطيع نبيّنا و نطيع ربّا* * * هو الرّحمن كان بنا رءوفا
فإن تلقوا إلينا السّلم نقبل* * * و نجعلكم لنا عضدا و ريفا
و إن تأبوا نجاهدكم و نصبر* * * و لا يك أمرنا رعشا ضعيفا
نجالد ما بقينا أو تنيبوا* * * إلى الإسلام إذعانا مضيفا
نجاهد لا نبالي من لقينا* * * أ أهلكنا التّلاد أم الطّريفا
و كم من معشر ألبوا علينا* * * صميم الجذم منهم و الحليفا
أتونا لا يرون لهم كفاء* * * فجذّعنا المسامع و الأنوفا
بكلّ مهنّد لين صقيل* * * نسوقهم بها سوقا عنيفا
لأمر اللّه و الإسلام حتّى* * * يقوم الدّين معتدلا حنيفا
و نفني اللّات و العزّى و ودّا* * * و نسلبها القلائد و الشّنوفا
فأمسوا قد أقرّوا و اطمأنّوا* * * و من لا يمتنع يقبل خسوفا
تنبيهات
الأول: الطائف بلد كثير الأعناب و النخيل على ثلاث مراحل من مكة من جهة المشرق، قال في القاموس: سمّي بذلك لأنه طاف بها في الطوفان، أو لأن جبريل- (صلّى اللّه عليه و سلم)- طاف بها على البيت، أو لأنها كانت بالشام فنقلها اللّه تعالى إلى الحجاز بدعوة إبراهيم- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أو لأن رجلا من الصدف أصاب دما بحضر موت ففرّ إلى وج، و حالف مسعود