responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 35

وحشيا- و أنا مشغول أخصف نعلى- فلم يؤذنوني، و أحبّوا لو أنّي أبصرته، و في رواية فرأيت أصحابي يتراءون شيئا، و في رواية: يضحك بعضهم إلى بعض، فنظرت فإذا حمار وحشيّ فقمت إلى فرسي فأسرجته، ثم ركبت و نسيت السّوط و الرّمح، فقلت لهم: ناولوني السّوط و الرّمح، قالوا: و اللّه لا نعينك عليه، فغضبت فنزلت فأخذتهما، ثم ركبت فشددت على الحمار فعقرته، ثم جئت به و قد مات فوقعوا فيه يأكلونه، ثم إنّهم شكّوا في أكلهم إيّاه و هم حرم، فرحنا و خبّأت لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- العضد معي، فأدركنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فسألناه عن ذلك‌

فقال لهم‌: هل منكم أحد أمره أن يحمل عليه أو أشار إليه؟ قالوا: لا، فقال: «كلوا ما بقي من لحمه إنّما هي طعمة أطعمكموها اللّه، هو حلال، هل معكم منه شي‌ء؟ فقلت نعم، فناولته العضد فأكلها و هو محرم‌

[1].

و روى الإمام مالك و الشيخان و الترمذي و النسائي عن الصعب بن جثّامة- رضي اللّه عنه‌- أنه أهدى لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- حمارا وحشيا و هو بالأبواء أو بودّان فردّه عليه، فلما رأى ما في وجهه قال: إنّا لم نردّه عليك إلا أنّا حرم‌

[2].

و أهدى له إيماء بن رحضة الغفاري مع ابنه خفاف بن إيماء- رضي اللّه عنه- مائة شاة و بعيرين يحملان لبنا، فقال: «بارك اللّه فيكم»

و فرّق ذلك رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أهدى له بعض الأعراب من ودّان معيشا و عترا و ضغابيس [3] فجعل يأكل الضّغابيس و العتر و أعجبه، و أدخل على أم سلمة منه، و جعل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يعجبه هذه الهدية، و يري أصحابه أنّها طريفة.

ذكر أمره كعب بن عجرة بحلق رأسه لعذر

روى الإمام أحمد، و عبد بن حميد، و الشيخان و الترمذيّ، و ابن جرير، و الطبراني عن كعب بن عجرة [4]- رضي اللّه تعالى عنه- قال‌: «كنّا مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بالحديبية و نحن محرمون- قد حصرنا المشركون، و كانت لي و قرة فجعلت الهوامّ تسّاقط على وجهي، فمرّ بي رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فقال: «أ يؤذيك هو امّ رأسك»؟ قلت: نعم، قال: «ما كنت أرى أنّ الجهد بلغ بك هذا»!! فأمرني أن أحلق، و أنزل اللّه- تعالى- هذه الآية: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ‌ [البقرة 196] فقال رسول اللّه‌




[1] البخاري 4/ 29 (1824) و مسلم 2/ 854 (60/ 1196).

[2] أخرجه البخاري 4/ 31 (1825) (2573)، و مسلم 2/ 850 (50/ 1193).

[3] الضغابيس جمع ضغبوس و هو صغار القثاء، انظر ترتيب القاموس 3/ 28.

[4] كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف ابن غنم بن سواد بن مرة بن أرشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بليّ بن عمرو ابن الحارث بن قضاعة القضاعي البلوي حليف القواقل أبو محمد المدني. روى سبعة و أربعين حديثا اتفقا على حديثين، و انفرد (م) بمثلهما. و عنه بنوه محمد، و إسحاق، و عبد الملك.

قال خليفة: مات سنة إحدى و خمسين. الخلاصة 2/ 365، 366.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست