responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 328

و روى ابن مردويه، و البيهقي، و ابن عساكر عن مصعب بن شيبة بن عثمان الحجبيّ عن أبيه- رضي اللّه عنه- قال: خرجت مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يوم حنين، و اللّه ما خرجت إسلاما، و لكن خرجت أنفا أن تظهر هوازن على قريش، فإني لواقف مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إذ قلت: يا رسول اللّه إني لأرى خيلا بلقا، قال: «يا شيبة إنّه لا يراها إلّا كافر» فضرب بيده في صدري و قال: «اللّهمّ اهد شيبة» فعل ذلك ثلاث مرات- فو اللّه ما رفع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- الثالثة حتى ما كان أحد من خلق اللّه تعالى أحبّ إليّ منه، فالتقى المسلمون فقتل من قتل، ثم أقبل رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و عمر آخذ باللّجام، و العبّاس آخذ بالثّغر، فنادى العباس: أين المهاجرون، أين أصحاب سورة البقرة- بصوت عال- هذا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأقبل المسلمون و النبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يقول: «أنا النّبيّ لا كذب، أنا ابن عبد المطّلب» فجالدوهم بالسيوف، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: «الآن حمي الوطيس».

و روى عبد بن حميد، و البيهقي عن يزيد بن عامر السّوائي- رضي اللّه عنه- و كان حضر يومئذ، فسئل عن الرعب فكان يأخذ الحصاة فيرمي بها في الطّست فيطنّ فيقول: أن كنّا نجد في أجوافنا مثل هذا.

روى محمد بن عمر عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: حدثني عدّة من قومي شهدوا ذلك اليوم يقولون: «لقد رمى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- تلك الرّمية من الحصى فما منّا أحد إلّا يشكو القذى في عينيه، و لقد كنا نجد في صدورنا خفقانا كوقع الحصى في الطاس ما يهدأ ذلك الخفقان، و لقد رأينا يومئذ رجالا بيضا، على خيل بلق، عليهم عمائم حمر، قد أرخوها بين أكتافهم، بين السّماء و الأرض كتائب كتائب ما يليقون شيئا، و لا نستطيع أن نتأملهم من الرّعب منهم.

و روى أيضا عن ربيعة بن أبزي قال: حدّثني نفر من قومي، حضروا يومئذ قالوا: كمنّا لهم في المضايق و الشعاب، ثمّ حملنا عليهم حملة، ركبنا أكتافهم حتّى انتهينا إلى صاحب بغلة شهباء، و حوله رجال بيض حسان الوجوه، فقالوا لنا: شاهت الوجوه ارجعوا. فانهزمنا، و ركب المسلمون أكتافنا، و كانت إيّاها، و جعلنا نلتفت و إنا لننظر إليهم يكدّوننا فتفرّقت جماعتنا في كلّ وجه، و جعلت الرّعدة تستخفّنا حتى لحقنا بعلياء بلادنا، فإن كنا ليحكى عنا الكلام ما ندري به، لما كان بنا من الرّعب، و قذف اللّه- تعالى- الإسلام في قلوبنا.

و روى أيضا عن شيوخ من ثقيف أسلموا بعد ما كانوا حضروا ذلك اليوم قالوا: ما زال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- في طلبنا- فيما نرى- و نحن مولّون حتّى إنّ الرّجل ليدخل منّا حصن الطائف و إنه ليظنّ أنه على أثره من رعب الهزيمة.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست