responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 318

ذكر كيفية الوقعة و ما كان من أول الأمر من فرار أكثر المسلمين عن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ثم كانت العاقبة للمتقين، و ما وقع في ذلك من الآيات‌

قال ابن سعد: أشهد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى حنين مساء ليلة الثّلاثاء لعشر ليال خلون من شوال.

روى ابن إسحاق، و الإمام أحمد و ابن حبان عن جابر بن عبد اللّه، و الإمام أحمد من طريقين، و أبو يعلى. و محمد بن عمر عن أنس بن مالك- رضي اللّه تعالى عنهما- لمّا استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد أجوف خطوط له مضايق و شعاب، و إنما ننحدر فيه انحدارا، و في عماية الصّبح، و قد كان القوم سبقونا إلى الوادي فمكثوا في شعابه و أجنابه و مضايقه و تهيّئوا، فو اللّه ما راعنا و نحن منحطّون إلّا الكتائب قد شدّوا علينا شدّة رجل واحد، و كانوا رماة.

قال أنس- رضي اللّه عنه- استقبلنا من هوازن شي‌ء، لا و اللّه ما رأيت مثله في ذلك الزّمان قط، من كثرة السّواد، قد ساقوا نساءهم و أبناءهم و أموالهم ثم صفّوا صفوفا، فجعلوا النّساء فوق الإبل وراء صفوف الرجال، ثم جاءوا بالإبل و البقر و الغنم، فجعلوها وراء ذلك لئلا يفرّوا بزعمهم فلما رأينا ذلك السّواد حسبناه رجالا كلهم، فلمّا انحدرنا في الوادي، فبينا نحن في غبش الصّبح إن شعرنا إلّا بالكتائب قد خرجت علينا من مضيق الوادي و شعبه، فحملوا حملة رجل واحد، فانكشفت أوائل الخيل- خيل بني سليم- مولّيه و تبعهم أهل مكة و تبعهم النّاس منهزمين ما يلوون على شي‌ء و ارتفع النقع فما منا أحد يبصر كفّه [1].

و قال جابر: و انحاز رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- ذات اليمين، ثم قال: «أيّها النّاس هلم إليّ أيّها النّاس، هلمّ إليّ أنا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أنا محمّد بن عبد اللّه»

[2].

قال: فلا شي‌ء و حملت الإبل بعضها على بعض، فانطلق النّاس.

و ذكر كثير من أهل المغازي: أن المسلمين لما نزلوا وادي حنين تقدمهم كثير ممن لا خبرة لهم بالحرب، و غالبهم من شبّان أهل مكة، فخرجت عليهم الكتائب من كل جهة، فحملوا حملة رجل واحد و المسلمون غارون، فرّ من فرّ، و بلغ أقصى هزيمتهم مكة، ثم كرّوا بعد.

و في الصحيح عن البراء بن عازب- رضي اللّه عنهما- قال: عجل سرعان القوم- و في‌


[1] انظر مجمع الزوائد 6/ 181.

[2] انظر المجمع 6/ 182- 183.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست