responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 316

راعني إلا صوته: يا أبا بردة، فقلت: لبّيك يا رسول اللّه، فأقبلت سريعا فإذا رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- جالس و عنده رجل جالس، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: إنّ هذا الرّجل جاءني و أنا نائم، فسلّ سيفي، و قام به على رأسي، فانتبهت و هو يقول: يا محمد من يمنعك منّي؟ فقلت: اللّه تعالى، قال أبو بردة: فسللت سيفي، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: شم سيفك فقلت: يا رسول اللّه، دعني أضرب عنق عدوّ اللّه، فإنّه من عيون المشركين. فقال لي: «اسكت يا أبا بردة». قال: فما قال له رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- شيئا و لا عاقبه. قال: فجعلت أصيح به في العسكر لأشهره للنّاس فيقتله قاتل بغير أمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأما أنا فقد كفّني رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عن قتله، فجعل النبي- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يقول: «يا أبا بردة كف عن الرجل: فرجعت إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-، فقال: يا أبا بردة إنّ اللّه مانعي و حافظي حتّى يظهر دينه على الدّين كلّه»

[1].

ذكر الآية التي حصلت لجواسيس المشركين في هذه الغزوة

روى أبو نعيم و البيهقي من طريق ابن إسحاق قال: حدّثني أمية بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان بن عفان أنه حدّث أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد انتهى إلى حنين مساء ليلة الثلاثاء لعشر خلون من شوال، و بعث مالك بن عوف ثلاثة نفر من هوازن ينظرون إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أصحابه، و أمرهم أن يتفرّقوا في العسكر فرجعوا إليه و قد تفرّقت أوصالهم، فقال:

ويلكم ما شأنكم، فقالوا: رأينا رجالا بيضا على خيل بلق، فو اللّه ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى، و اللّه ما نقاتل أهل الأرض، إن نقاتل إلّا أهل السماوات و إن اطعتنا رجعت بقومك، فإنّ الناس إن رأوا مثل الذي رأينا أصابهم مثل ما أصابنا. فقال: أفّ لكم، أنتم أجبن أهل العسكر، فحبسهم عنده فرقا أن يشيع ذلك الرعب في العسكر، و قال: دلّوني على رجل شجاع، فأجمعوا له على رجل، فخرج ثم رجع إليه قد أصابه كنحو ما أصاب من قبله منهم، فقال: ما رأيت؟ قال: رأيت رجالا بيضا على خيل بلق، ما يطاق النظر إليهم، فو اللّه ما تماسكت أن أصابني ما ترى، فلم يثن ذلك مالكا عن وجهه [2]، و روى محمد بن عمر نحوه عن شيوخه.

ذكر تعبئة المشركين عسكرهم‌

قال شيوخ محمد بن عمر: لما كان ثلثا الليل عمد مالك بن عوف إلى أصحابه فعبأهم في وادي حنين، و هو واد أجوف خطوط ذو شعاب و مضايق، و فرق النّاس فيها، و أوعز إليهم أن يحملوا على رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و أصحابه حملة واحدة. و عبأ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أصحابه‌


[1] المغازي للواقدي 3/ 892.

[2] البيهقي في الدلائل 5/ 123.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست