responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 311

فلما أجمع مالك المسير بالناس إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أمر النّاس فخرجوا معهم أموالهم و نساؤهم و أبناؤهم ثم انتهى إلى أوطاس، فعسكر به، و جعلت الأمداد تأتي من كلّ جهة، و أقبل دريد بن الصّمّة في شجار له يقاد به من الكبر، فلما نزل الشيخ لمس الأرض بيده و قال: بأيّ واد أنتم؟ قالوا: بأوطاس. قال: نعم مجال الخيل، لا حزن ضرس، و لا سهل دهس.

مالي أسمع بكاء الصّغير، و رغاء البعير، و نهاق الحمير، و بعار الشّاء و خوار البقر؟ قالوا: ساق مالك مع الناس أبناءهم و نساءهم و أموالهم فقال دريد: قد شرط لي ألا يخالفني فقد خالفني فأنا أرجع إلى أهلي و تارك ما هنا. قيل: أ فتلقى مالكا فتكلمه؟ فدعي له مالك، فقال: يا مالك إنك قد أصبحت رئيس قومك و إن هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام. مالي أسمع بكاء الصغير و رغاء البعير و نهاق الحمير و بعار الشاء و خوار البقر؟! قال: قد سقت مع الناس أبناءهم و نساءهم و أموالهم، قال: و لم قال: أردت أن أجعل خلف كل إنسان أهله و ماله يقاتل عنهم، فأنقض به دريد و قال: راعي ضأن و اللّه، ماله و للحرب. و صفّق دريد بإحدى يديه على الأخرى تعجّبا و قال: هل يردّ المنهزم شي‌ء؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلّا رجل بسيفه و رمحه، و إن كانت عليك فضحت في أهلك و مالك، يا مالك إنك لم تصنع بتقديم البيضة، بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئا، فارفع الأموال و النّساء و الذّراري إلى عليا قومهم، و ممتنع بلادهم، ثم الق القوم على متون الخيل و الرجال بين أصفاف الخيل أو متقدمة دريّة أمام الخيل فإن كانت لك لحق بك من وراءك، و إن كانت عليك الفاك ذلك، و قد أحرزت أهلك و مالك. فقال مالك بن عوف: و اللّه لا أفعل و لا أغيّر أمرا صنعته، إنّك قد كبرت و كبر علمك، أو قال عقلك. و جعل يضحك مما يشير به دريد، فغضب دريد و قال: هذا أيضا يا معشر هوازن، و اللّه ما هذا لكم برأي، إنّ هذا فاضحكم في عورتكم، و ممكّن منكم عدوّكم و لا حق بحصن ثقيف و تارككم، فانصرفوا و اتركوه، فسلّ مالك سيفه ثمّ نكّسه، ثم قال: يا معشر هوازن!! و اللّه لتطيعنني أو لأتّكئنّ على هذا السّيف حتّى يخرج من ظهري- و كره أن يكون لدريد فيها ذكر أو رأي- فمشى بعضهم إلى بعض و قالوا: و اللّه- لئن عصينا مالكا ليقتلنّ نفسه و هو شابّ، و نبقى مع دريد و هو شيخ كبير لا قتال معه، فأجمعوا رأيكم مع مالك، فلما رأى دريد أنهم قد خالفوه قال:

يا ليتني فيها جذع‌* * * أخبّ فيها و أضع‌

أقود وطفاء الزّمع‌* * * كأنّها شاة صدع‌

قال ابن هشام: أنشدني غير واحد من أهل العلم:

ثم قال دريد: ليتني فيها جذع يا معشر هوازن ما فعلت كعب و كلاب؟ قالوا: ما

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست