أضربت بالصّفح صفحا عن طوائلهم* * * طولا أطال مقيل النّوم في المقل
رحمت واشج أرحام أتيح لها* * * تحت الوشيج نشيج الرّوع و الوجل
عاذوا بظلّ كريم العفو ذي لطف* * * مبارك الوجه بالتّوفيق مشتمل
أزكى الخليقة أخلاقا و أطهرها* * * و أكرم النّاس صفحا عن ذوي الزّلل
زان الخشوع وقار منه في خفر* * * أرقّ من خفر العذراء في الكلل
و طفت بالبيت محبورا و طاف به* * * من كان عنه قبيل الفتح في شغل
و الكفر في ظلمات الرّجس مرتكس* * * ثاو بمنزلة البهموت من زحل
حجزت بالأمن أقطار الحجاز معا* * * و ملت بالخوف عن خيف و عن ملل
و حلّ أمن و يمن منك في يمن* * * لمّا أجابت إلى الإيمان عن عجل
و أصبح الدّين قد حفّت جوانبه* * * بعزّة النّصر و استولى على الملل
قد طاع منحرف منهم لمعترف* * * و انقاد منعدل منهم لمعتدل
أحبب بخلّة أهل الحقّ في الخلل* * * و عزّ دولته الغرّاء في الدّول
أمّ اليمامة يوم منه مصطلم* * * و حلّ بالشّام شؤم غير مرتحل
تفرّقت منه أعراف العراق و لم* * * يترك من التّرك عظما غير منتثل
لم يبق للفرس ليث غير مفترس* * * و لا من الجيش جيش غير منجفل
و لا من الصّين سور غير مبتذل* * * و لا من الرّوم مرمى غير منتضل
و لا من النّوب جدم غير منجدم* * * و لا من الزّنج جزل غير منجدل
و نيل بالسّيف سيف البحر و اتّصلت* * * دعوى الجنود فكلّ بالجهاد صلي
و سلّ بالغرب غرب السّيف إذ شرقت* * * بالشّرق قبل صدور البيض و الأسل
و عاد كلّ عدو عزّ جانبهم* * * قد عاد منكم ببذل غير مبتذل
أصفى من الثّلج إشراقا مذاقته* * * أحلى من اللّبن المضروب في العسل
تنبيهات
الأول: لا خلاف أن هذه الغزوة كانت في رمضان، كما في الصّحيح، و غيره، و عن ابن عباس قال: ابن شهاب كما عند البيهقيّ من طريق عقيل: لا أدري أخرج في شعبان فاستقبل رمضان، أو خرج في رمضان بعد ما دخل؟ و رواه البيهقيّ من طريق ابن أبي حفصة عن الزّهري بإسناد صحيح. قال: صبّح رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مكّة لثلاث عشرة خلت من رمضان.
و روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن أبي سعيد- رضي اللّه عنه- قال: خرجنا مع