responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 244

ذكر تصديقه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لعثمان بن طلحة قبل الهجرة بأن المفتاح سيصير بيده- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يضعه حيث شاء و نزل قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‌ أَهْلِها

[النساء 58]

روى ابن سعد عن إبراهيم بن محمد العبدريّ عن أبيه، محمد بن عمر عن شيوخه، قالوا: قال عثمان بن طلحة: لقيني رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بمكّة قبل الهجرة، فدعاني إلى الإسلام فقلت: يا محمد العجب لك حيث تطمع أن أتبعك، و قد خالفت دين قومك و جئت بدين محدث، و كنا نفتح الكعبة في الجاهليّة الاثنين و الخميس، فأقبل يوما يريد أن يدخل الكعبة مع النّاس فأغلظت عليه و نلت منه، فحلم عنّي، ثم قال: «يا عثمان لعلّك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت» فقلت، لقد هلكت قريش و ذلت. قال: «بل عمرت يومئذ و عزّت»، و دخل الكعبة، فوقعت كلمته منّي موقعا فظننت أن الأمر سيصير كما قال، فأردت الإسلام فإذا قومي يزبرونني زبرا شديدا، فلما كان يوم الفتح قال لي يا عثمان: «ائت بالمفتاح» فأتيته به. فأخذه مني، ثم دفعه إليّ و قال: «خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلّا ظالم، يا عثمان إن اللّه استأمنكم على بيته، فكلوا مما وصل إليكم من هذا البيت بالمعروف» فلما ولّيت ناداني، فرجعت إليه، فقال: «ألم يكن الّذي قلت لك؟ فذكرت قوله لي بمكّة قبل الهجرة «لعلّك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت» فقلت: بلى. أشهد أنك رسول اللّه، فقام عليّ بن أبي طالب و مفتاح الكعبة بيده فقال: يا رسول اللّه- اجمع لنا الحجابة مع السّقاية! فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أين عثمان بن طلحة؟ فدعا فقال: «هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر و وفاء» قالوا: و أعطاه المفتاح و رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- مضطبع بثوبه عليه، و قال «غيّبوه. إنّ اللّه تعالى رضي لكم بها في الجاهليّة و الإسلام»

[1].

و روى الفاكهي عن جبير بن مطعم: أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لمّا ناول عثمان المفتاح قال له «غيبه»

قال الزهري: فلذلك يغيّب المفتاح.

و روى ابن عائذ، و ابن أبي شيبة من مرسل عبد الرحمن ابن سابط: أن رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- دفع مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة، فقال: «خذوها خالدة مخلّدة، إنّي لم أدفعها إليكم، و لكنّ اللّه- تعالى- دفعها إليكم، و لا ينزعها منكم إلا ظالم».

و روى ابن عائذ أيضا، و الأزرقي عن ابن جريح- (رحمه اللّه)- تعالى- أن عليا- رضي اللّه عنه- قال للنبي- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: اجمع لنا الحجابة و السقاية فنزلت: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‌ أَهْلِها


[1] انظر البدآية و النهاية 4/ 301.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست