ففي الأصنام معتبر و علم* * * لمن يرجو الثّواب أو العقابا
قال أئمة المغازي- (رحمهم اللّه تعالى)-: فطاف رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- سبعا على راحلته يستلم الرّكن الأسود بمحجنه كل طواف، فلما فرغ من طوافه نزل عن راحلته.
و عند ابن أبي شيبة عن ابن عمر، قال: فما وجدنا مناخا في المسجد حتّى أنزل على أيدي الرجال، ثم خرج بها، قالوا: و جاء معمر بن عبد اللّه بن نضلة- بالنون، و الضاد المعجمة- فأخرج الرّاحلة فأناخها بالوادي، ثم انتهى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-، إلى المقام- و هو لاصق بالكعبة، و الدّرع عليه و المغفر و عمامته بين كتفيه، فصلّى ركعتين
ثم انصرف إلى زمزم فاطلع فيها و قال: «لو لا أن تغلب بنو عبد المطّلب لنزعت منها دلوا»،
فنزع له العباس بن عبد المطلب- و يقال الحرث بن عبد المطلب- دلوا، فشرب منه و توضأ و المسلمون يبتدرون وضوء رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يصبّونه على وجوههم، و المشركون ينظرون إليهم و يتعجّبون و يقولون: ما رأينا ملكا قط أبلغ من هذا و لا سمعنا به.
و أمر بهبل فكسر و هو واقف عليه، فقال الزّبير بن العوّام لأبي سفيان بن حرب: يا أبا سفيان قد كسر هبل، أما إنك قد كنت منه يوم أحد في عزور حين تزعم أنه أنعم، فقال أبو سفيان: دع عنك هذا يا بن العوام، فقد أرى لو كان مع إله محمد غيره لكان غير ما كان، ثم انصرف رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فجلس ناحية من المسجد و الناس حوله. و عن أبي هريرة رضي اللّه عنه- قال: كان رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يوم الفتح قاعدا، و أبو بكر قائم على رأس رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بالسيف. رواه البزار [1].
ذكر أكله- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عند أم هانئ رضي اللّه عنها
روى الطبراني عن ابن عباس- رضي اللّه تعالى عنه أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال لأم هانئ يوم الفتح: «هل عندك من طعام نأكله؟»: قالت: ليس عندي إلّا كسر يابسة، و إني لأستحي أن أقدّمها إليك. فقال: «هلمّي بهنّ» فكسّرهن في ماء، و جاءت بملح، فقال: «هل من أدم»؟
فقالت: ما عندي يا رسول اللّه إلّا شيء من خلّ، فقال: «هلمّيه»، فصبه على الطّعام و أكل منه ثم حمد اللّه ثم قال: «نعم الأدم الخل، يا أمّ هانئ لا يفقر بيت من أدم فيه خل»