و روى ابن مردويه عن جابر- رضي اللّه عنه، قال: لما كان يوم الأحزاب، و ردّهم اللّه بغيظهم. قال النّبيّ- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «من يحمي أعراض المسلمين؟» فقام كعب، و ابن رواحة، و حسّان، فقال لحسّان: «اهجهم أنت فإنّه سيعينك عليهم روح القدس»،
فقال حسّان- رضي اللّه عنه:
لقد لقيت قريظة ما أساها* * * و ما وجدت لذلّ من نصير
أصابهم بلاء كان فيه* * * سوى ما قد أصاب بني النّضير
غداة أتاهم يهوي إليهم* * * رسول اللّه كالقمر المنير
له خيل مجنبّة تعادى* * * بفرسان عليها كالصّقور
تركناهم و ما ظفروا بشيء* * * دماؤهم عليهم كالعبير
فهم صرعى تحوم الطّير فيهم* * * كذاك يدان ذو العند الفجور
فأنذر مثلها نصحا قريشا* * * من الرّحمن إن قبلت نذيري
و قال أيضا:
لقد لقيت قريظة ما أساها* * * و حلّ بحصنها ذلّ ذليل
و سعد كان أنذرهم بنصح* * * بأنّ إلهكم ربّ جليل
فما برحوا بنقض العهد حتّى* * * فلاهم في بلادهم الرّسول
أحاط بحصنهم منّا صفوف* * * له من حرّ وقعتهم صليل
و قال أيضا:
تفاقد معشر نصروا قريشا* * * و ليس لهم ببلدتهم نصير
هم أوتوا الكتاب فضيّعوه* * * و هم عمي عن التّوراة بور
كفرتم بالقران و قد أتيتم* * * بتصديق الّذي قال النّذير
فهان على سراة بني لؤيّ* * * حريق بالبويرة مستطير
و قال أيضا
لقد سجمت [2] من دمع عينيّ عبرة* * * و حقّ لعيني أن تفيض على سعد
[1] أخرجه البخاري 4/ 236، 5/ 144، 82/ 45 و مسلم في الفضائل (153، 157) و أحمد 4/ 302 و الطبراني في الكبير 4/ 48 و البيهقي 10/ 237 و الطحاوي في معاني الآثار 4/ 298.