المهاجرون إلى الأنصار منائحهم التي كانوا قد منحوهم من ثمارهم، و ردّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى أمّي أعذاقها.
و في رواية: فسألت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فأعطانيهن، فجاءت أمّ أيمن فجعلت الثوب في عنقي، و جعلت تقول: كلا و اللّه الّذي لا إله إلّا هو لا يعطيكهن و قد أعطانيهن، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- «يا أم أيمن اتركي و لك كذا و كذا» و هي تقول: كلّا- و اللّه الذي لا إله إلّا هو، فجعل يقول: لك كذا و كذا، و لك كذا» و هي تقول: كلّا و اللّه الذي لا إله إلّا هو حتى أعطاها عشرة أمثالها أو قريبا من عشرة أمثالها
يرى القتل مدحا إن أصاب شهادة* * * من اللّه يرجوها و فوزا بأحمد
يذود و يحمي عن ذمار محمّد* * * و يدفع عنه باللّسان و باليد
و ينصره من كلّ أمر يريبه* * * يجود بنفس دون نفس محمّد
يصدّق بالأنباء بالغيب مخلصا* * * يريد بذاك العزّ و الفوز في غد
و قال حسان- رضي اللّه- تعالى- عنه:
بئس ما قاتلت خيابر عمّا* * * جمّعوا من مزارع و نخيل
كرهوا الموت فاستبيح حماهم* * * و أقرّوا فعل اللّئيم الذّليل
أمن الموت تهربون فإنّ ال* * * موت موت الهزال غير جميل
تنبيهات
الأول: خيبر- بخاء معجمة، فتحتية، فموحدة، وزن جعفر: و هي اسم ولاية تشتمل على حصون و مزارع، و نخل كثير، على ثلاثة أيام من المدينة على يسار حاجّ الشّام. و الخيبر بلسان اليهود، الحصن، و لذا سمّيت خيابر أيضا- بفتح الخاء، قاله ابن القيم مما ذكر ابن إسحاق، و قال ابن عقبة و محمد بن عمر و أبو سعد النيسابوري في الشرف: أنها بجبلة- بفتح الجيم و الموحدة ابن جوال بفتح الجيم و تشديد الواو، بعدها ألف و لام، و قيل: سمّيت بأول
[1] أخرجه البخاري 7/ 474 (4120)، مسلم 3/ 1391 (70/ 1771) (71)، و البيهقي الدلائل 4/ 288.