responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 141

فقال العباس: للّه عليّ عتق عشر رقاب، فلما كان ظهرا، جاءه الحجاج، فناشده اللّه:

لتكتمنّ على ثلاثة أيام، و يقال: يوما و ليلة، فوافقه العباس على ذلك، فقال: إني قد أسلمت، ولي مال عند امرأتي، و دين على الناس، و لو علموا بإسلامي لم يدفعوه إليّ و تركت رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و قد فتح خيبر، و جرت سهام اللّه- تعالى- و رسوله- (صلّى اللّه عليه و سلم)- فيها و انتشل ما فيها، و تركته عروسا بابنة مليكهم حييّ بن أخطب، و قتل ابن أبي الحقيق فلما أمسى الحجاج من يومه خرج و طالت على العباس تلك الليالي، و يقال: إنما انتظره العباس يوما و ليلة، فلما كان بعد ثلاث، و الناس يموجون في شأن ما تبايعوا عليه، عمد العباس إلى حلّة فلبسها، و تخلّق بخلوق، و أخذ بيده قضيبا، ثم أقبل يخطر، حتّى وقف على باب الحجاج بن علاط فقرعه، فقالت زوجته: ألا تدخل يا أبا الفضل؟ قال: فأين زوجك؟ قالت: ذهب يوم كذا و كذا، و قالت: لا يحزنك اللّه يا أبا الفضل، لقد شقّ علينا الّذي بلغك، قال: أجل، لا يحزنني اللّه، لم يكن بحمد اللّه إلّا ما أحببنا، فتح اللّه على رسوله خيبر، و جرت فيها سهام اللّه و رسوله، و اصطفى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- صفيّة لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به، قالت: أظنّك و اللّه صادقا.

ثم ذهب حتى أتى مجلس قريش و هم يقولون إذا مرّ بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل!! هذا و اللّه التجلد لحرّ المصيبة، قال: كلّا و اللّه الّذي حلفتم به، لم يصبني إلا خير بحمد اللّه، أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها اللّه على رسوله، و جرى فيها سهام اللّه و سهام رسوله، فردّ اللّه- تعالى- الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، و خرج المسلمون من كان دخل في بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر، فسرّ المسلمون.

و قال المشركون [يا لعباد اللّه‌] انفلت عدوّ اللّه،- يعني الحجاج أما و اللّه لو علمنا لكان لنا و له شأن، و لم ينشبوا أن جاءهم الخبر بذلك.

ذكر مغانم خيبر و مقاسمها على طريق الاختصار

عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: خرجنا مع رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- عام خيبر، فلم يغنم ذهبا و لا فضة إلا الإبل و البقر و المتاع و الحوائط. و في رواية إلا الأموال و الثياب و المتاع. رواه مالك و الشيخان، و أبو داود، و النسائي [1]. و قال ابن إسحاق: و كانت المقاسم على أموال خيبر على الشّق و نطاة و الكتيبة، و كانت الشّق، و نطاة في سهمان المسلمين، و كانت الكتيبة خمس اللّه، و سهم النبي- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و سهم ذوي القربى و اليتامى و المساكين، و طعم أزواج‌


[1] أخرجه البخاري 7/ 557 (4234).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست