responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 11

المسلمين، و عند الإمام أحمد «قوموا إلى سيّدكم» فأنزلوه، و كان رجال من بني عبد الأشهل يقولون: قمنا له على أرجلنا صفّين، يحيّيه كلّ رجل منّا حتّى انتهى إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم). [1]

و في حديث جابر- رضي اللّه عنه: عند ابن عائذ، فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم):- احكم فيهم يا سعد، فقال: اللّه و رسوله أحق بالحكم. قال: «قد أمرك اللّه أن تحكم فيهم».

و قالت الأوس الذين بقوا عند رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم): يا أبا عمرو: إنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد ولاك الحكم في أمر مواليك فأحسن فيهم، و اذكر بلاءهم عندك، فقال سعد: أ ترضون حكمي لبني قريظة؟ قالوا:

نعم، قد رضينا بحكمك، و أنت غائب عنا، اختيارا منا لك، و رجاء أن تمنّ علينا كما فعل غيرك بحلفائه بني قينقاع، و أثرنا عندك أثرنا، و أحوج ما كنا اليوم إلى مجازاتك. فقال سعد: ما آلوكم جهدا، فقالوا: ما يعني بقوله هذا؟ ثم قال سعد: عليكم عهد اللّه و ميثاقه، أنّ الحكم فيهم ما حكمت؟ قالوا: نعم،

ثم قال سعد للنّاحية الّتي فيها رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و هو معرض عنها إجلالا لرسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و على من هاهنا مثل ذلك؟ فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و من معه:

«نعم»

قال سعد: فإنّي أحكم فيهم أن يقتل كلّ من جرت عليه الموسى، و تسبى النّساء و الذّرّية، و تقسّم الأموال و تكون الدّيار للمهاجرين دون الأنصار. فقالت الأنصار. إخواننا كنّا معهم، فقال: أحببت أن يستغنوا عنكم»

فقال رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)-: لقد حكمت فيهم بحكم اللّه الّذي حكم به من فوق سبع سموات‌

[2].

و ذكر ابن إسحاق في غير رواية البكّائي: أنّ رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قال في حكم سعد: «بذلك طرقني الملك سحرا»،

و كان سعد بن معاذ في الليلة التي في صبيحتها نزلت بنو قريظة على حكم‌

رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- قد دعا فقال: اللّهمّ إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها فإنّه لا قوم أحبّ إليّ أن أقاتلهم من قوم كذّبوا رسولك آذوه و أخرجوه، و إن كانت الحرب قد وضعت أوزارها عنّا و عنهم فاجعلها لي شهادة، و لا تمتني حتّى تقر عيني من بني قريظة، فأقرّ اللّه تعالى عينه منهم‌

[3].

ذكر قتلهم و أخذ أموالهم و سبي ذراريهم‌

فلما حكم سعد، بما حكم، و انصرف رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- يوم الخميس لتسع ليال كما


[1] انظر التخريج السابقة و انظر احمد 3/ 22 و ابن أبي شيبة 14/ 425 و البيهقي في دلائل النبوة 4/ 18 و مسلم في الجهاد باب 22 رقم (64) و أبو داود (5215) و الترمذي 856 و الطبراني في الكبير 6/ 6 و انظر المجمع 6/ 138 و ابن أبي شيبة 14/ 425 و ابن سعد 3/ 2/ 4.

[2] و أخرجه ابن سعد 3/ 2/ 4، 5 و أبو نعيم في تاريخ أصفهان 1/ 97 و من حديث أبي سعيد البخاري 6/ 165 (3043) و مسلم 3/ 1388 (64/ 1769) و البخاري (7/ 123).

[3] ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/ 178، و القرطبي في التفسير 7/ 395.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 5  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست