responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 67

العباس يهاب قومه و يكره خلافهم، فكان يكتم إسلامه، و كان ذا مال كثير متفرّق في قومه، و كان أبو لهب قد تخلّف عن بدر، فلما جاءه الخبر عن مصاب أصحاب بدر من قريش كبته اللّه تعالى و أخزاه، و وجدنا في أنفسنا قوّة و عزّة، و كنت أعمل الأقداح في حجرة زمزم، فو اللّه إني جالس فيها أنحت أقداحي و عندي أمّ الفضل جالسة، و قد سرّنا ما جاءنا من الخبر إذ أقبل أبو لهب يجرّ رجليه بشرّ حتى جلس على طنب الحجرة، فكان ظهره إلى ظهري، فبينما هو جالس إذ قال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قد قدم، فقال أبو لهب:

هلمّ إليّ يا بن أخي فعندك لعمري الخبر، فجلس إليه و الناس قيام عليه، فقال: يا بن أخي أخبرني كيف كان أمر النّاس، فقال: و اللّه ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا و يأسروننا كيف شاءوا، و ايم اللّه مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء و الأرض، و اللّه ما تليق شيئا، و لا يقوم لها شي‌ء. قال أبو رافع: فرفعت طنب الحجرة بيدي، ثم قلت: تلك و اللّه الملائكة، قال: فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة شديدة، قال: و ثاورته فاحتملني و ضرب بي الأرض، ثم برك عليّ يضربني، و كنت رجلا ضعيفا، فقامت أمّ الفضل إلى عمود من عمد الحجرة، فأخذته فضربته به ضربة فلعت في رأسه شجّة منكرة، و قالت: استضعفته أن غاب عنه سيّده، فقام مولّيا ذليلا. فو اللّه ما عاش إلى سبع ليال حتى رماه اللّه تعالى بالعدسة فقتلته.

قال ابن جرير: و العدسة: قرحة كانت العرب تتشاءم بها، و يرون أنها تعدي أشدّ العدوى، فلما أصابت أبا لهب تباعد عنه بنوه، و بقي بعد موته ثلاثا لا تقرب جثّته، و لا يحاول دفنه، فلما خافوا السّبّة في تركهم له دفعوه بعصيّ في حفرته، و قذفوه بالحجارة من بعيد حتى واروه.

و قال ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير: إنهم لم يحفروا له، و لكن أسندوه إلى حائط، و قذفوا عليه بالحجارة من خلف الحائط حتى واروه. و روي أن عائشة رضي اللّه عنها كانت إذا مرّت بموضعه غطّت وجهها.

ذكر نوح أهل مكة على قتلاهم ثم منعهم من ذلك‌

روى ابن إسحاق، عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير قال: ناحت قريش على قتلاها بمكة- زاد ابن عقبة و صاحب الإمتاع: شهرا- و جزّ النساء شعورهنّ، و كان يؤتي براحلة الرجل منهم أو بفرسه و توقف بين أظهر النساء، و يسترنها بالسّتور حولها [و ينحن حولها] و يخرجن إلى الأزقة. انتهى.

ثم قالوا: لا تفعلوا ذلك فيبلغ محمدا و أصحابه فيشمتوا بكم، و لا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم، لا يأرب عليكم محمد و أصحابه في الفداء، فكان الأسود بن المطلب قد

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست