responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 380

و روى أبو نعيم: أن رجلا من آل المغيرة قال: لأقتلنّ محمدا، فأوثب فرسه في الخندق، فوقع، فاندقّت عنقه، فقالوا: يا محمد ادفعه إلينا نواريه، و ندفع إليك ديته، فقال: «خذوه فإنه خبيث الدّية»

[1].

و ذكر ابن عقبة: أنّ المشركين لمّا بعثوا يطلبون جسد نوفل بن عبد الله المخزوميّ حين قتل، و عرضوا عليه الدّية، فقال: إنه خبيث الدّية، فلعنه اللّه و لعن ديته، فلا أرب لنا في ديته، و لسنا نمنعكم أن تدفنوه.

و ذكر أبو جعفر بن جرير: أنّ نوفلا لما تورّط في الخندق رماه الناس بالحجارة، فجعل يقول: قتلة أحسن من هذه يا معشر العرب، فنزل إليه عليّ فقتله، و طلب المشركون رمّته، فمكّنهم من أخذه. و هذا غريب.

قال ابن سعد: و لم يكن لهم بعد ذلك قتال جميعا حتى انصرفوا، إلا أنّهم لا يدعون الطلائع باللّيل يطمعون في الغارة.

ذكر اتفاق المشركين على محاصرة المسلمين من جميع جوانب الخندق‌

لما قتل اللّه عمرا، و انهزم من كان معه، اتّحد المشركون أن يغدوا جميعا، و لا يتخلف منهم أحد، فباتوا يعبّئون أصحابهم، ثم وافوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالخندق، قبل طلوع الشّمس، و عبّأ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أصحابه، و جمعهم على القتال و وعدهم النّصر إن ثبتوا. و المشركون قد جعلوا المسلمين في مثل الحصن من كتائبهم، فأحدقوا بكل وجه من الخندق و وجّهوا نحو خيمة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كتيبة غليظة، فيها خالد بن الوليد فقاتلهم يومه ذلك إلى هوي من الليل، و ما يقدر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و لا أحد من المسلمين أن يزولوا من مواضعهم، و لا قدر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و لا أصحابه على صلاة ظهر و لا عصر و لا مغرب و لا عشاء،

فجعل أصحابه يقولون: يا رسول اللّه ما صلّينا، فيقول (صلّى اللّه عليه و سلم): «و اللّه ما صلّيت حتى كشفهم اللّه تعالى»،

فرجعوا متفرّقين، و رجع كل فريق إلى منزله و أقام أسيد بن حضير على الخندق في مائتين [من المسلمين فهم‌] على شفير الخندق، فكرّت خيل المشركين، و عليها خالد بن الوليد يطلبون غرّة، فناوشهم ساعة، فزرق وحشيّ بن حرب الطّفيل بن النّعمان، و قيل: الطّفيل بن مالك بن النعمان الأنصاري بمزراقه فقتله، كما فعل بحمزة سيّد الشهداء بأحد.

ذكر رمي بعض المشركين سعد بن معاذ رضي اللّه عنه‌

روى ابن سعد، عن عاصم بن عمرو بن قتادة أن حبّان بن قيس بن العرقة رمى سعد بن معاذ بسهم، فقطع أكحله، فلما أصابه، قال: خذها و أنا ابن العرقة. فقال له سعد- و يقال‌


[1] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14/ 423 و ذكره المتقي الهندي في كنز العمال (30102).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 380
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست