responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 337

الباب السادس عشر في غزوة بدر الموعد

و سببها أن أبا سفيان بن حرب لما أراد أن ينصرف يوم أحد نادى: موعد ما بيننا و بينكم بدر الصّفراء، رأس الحول، نلتقي فيها فنقتتل.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌ لعمر بن الخطاب: قل:

نعم إن شاء اللّه، فافترق الناس على ذلك، و رجعت قريش فخبّروا من قبلهم بالموعد.

و كانت بدر الصفراء مجمعا للعرب، و سوقا تقوم لهلال ذي القعدة إلى ثمان ليال خلون منه، فإذا مضت ثمان ليال تفرق الناس إلى بلادهم.

فلما دنا الموعد كره أبو سفيان الخروج إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و أحبّ ألا يوافى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الموعد، و كان أبو سفيان يظهر أنه يريد أن يغزو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في جمع كثيف، فيبلغ أهل المدينة عنه أنه يجمع الجموع، و تسير في العرب، فيهاب المسلمون ذلك.

و قدم نعيم بن مسعود الأشجعيّ مكة- و أسلم بعد ذلك- فبصّر أبا سفيان و قريشا بتهيّؤ المسلمين لحربهم. و كان عام جدب، فأعلمه أبو سفيان بأنه كاره للخروج إلى لقاء المسلمين، و اعتلّ بجدب الأرض، و جعل لنعيم عشرين فريضة توضع تحت يد سهيل بن عمرو، على أن يخذّل المسلمين عن المسير لموعده، و حمله على بعير. فقدم المدينة و أرجف بكثرة جموع أبي سفيان حتى أرعب المسلمين، و هو يطوف فيهم حتى قذف الرّعب في قلوبهم، و لم يبق لهم نيّة في الخروج، و استبشر المنافقون و اليهود، و قالوا: محمد لا يفلت من هذا الجمع، فبلغ ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، حتى خشي ألّا يخرج معه أحد، و جاءه أبو بكر و عمر رضي اللّه عنهما و قد سمعا ما سمعا، و قالا: يا رسول اللّه إن اللّه تعالى مظهر دينه، و معزّ نبيّه، و قد وعدنا القوم موعدا لا نحبّ أن نتخلّف عنه، فيرون أن هذا جبن، فسر لموعدهم، فواللّه إنّ في ذلك لخيرة، فسرّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بذلك، ثم‌

قال: و الذي نفسي بيده لأخرجنّ و إن لم يخرج معي أحد.

فنصر اللّه تعالى المسلمين، و أذهب عنهم ما كان الشيطان رعّبهم.

ذكر خروج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أصحابه‌

استخلف على المدينة عبد الله بن عبد الله ابن أبيّ ابن سلول فيما قاله ابن إسحاق.

و قال محمد بن عمر: استخلف عبد الله بن رواحة.

و خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، في ألف و خمسمائة، فيهم عدّة أفراس، فرس لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و فرس لأبي بكر، و فرس لعمر بن الخطاب، و فرس لأبي قتادة، و فرس لسعيد بن زيد، و فرس للمقداد بن الأسود، و فرس للحباب بن المنذر، و فرس للزبير بن العوام، و فرس لعبّاد بن بشر.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 4  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست