responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 74

الباب السادس في دفع شبهة أهل الزّيغ في استحالة المعراج‌

اعلم أن الإسراء برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لم يخالف في وقوعه أحد من المسلمين، و إنما طعن فيه أهل الزّيغ بشبه باطلة. و قد تصدّى الإمام الرازي و غيره للرد عليهم، و أنا مورد تلك الشّبه ثم أتبعها بالرد. قال أهل الزيغ و الضلالة قبّحهم اللّه تبارك و تعالى: «الحركة البالغة في السرعة إلى هذا الحد غير معقولة، و لو صعد إلى السموات لوجب خرق الأفلاك، و ذلك محال، و صعود الجرم الثقيل إلى السموات غير مقبول، و لأن هذا المعنى لو صحّ لكان أعظم من سائر معجزاته، و كان يجب أن يظهر ذلك عند اجتماع الناس حتى يستدلوا به على صدقه من ادّعاء النبوّة، فأما أن يحصل ذلك في وقت لا يراه فيه أحد و لا يشاهده فإن ذلك يكون عبثا لا يليق بالحكيم».

و أجيب عن الأول أن الحركة البالغة في السرعة إلى هذا الحد ممكنة في نفسها، و اللّه قادر على ذلك، و يدل على صحته أن الفلك الأعظم يتحرك من الأول الليل إلى آخره ما يقرب من نصف الدور، و ثبت في الهندسة أن نسبة القطر إلى الدور نسبة الواحد إلى ثلاثة و سبع فبتقدير أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ارتفع من مكة إلى ما فوق الفلك الأعظم فهو لم يتحرك إلا إلى مقدار نصف القطر. فلما حصل في ذلك القدر من الزمان نصف الدور كان حصول الحركة بمقدار نصف القطر أولى بالإمكان، فهذا برهان قاطع على الارتفاع من مكة إلى ما فوق العرش في مقدار ثلث الليل و أنه أمر ممكن في نفسه. و إذا كان كذلك كان حصوله في كل الليل أولى بالإمكان.

و أيضا ثبت في الهندسة أن ما بين طرفي قرص الشمس ضعف ما بين طرفي كرة الأرض مائة و ستين مرة، ثم أنّا نشاهد طلوع القرص يحصل في زمان لطيف سريع، فدلّ على أن بلوغ الحركة في السرعة إلى هذا الحد أمر ممكن في نفسه. فإن كان الكلام مع من لا يعرف الهندسة فنقول له: أنت تشاهد الشمس و القمر و النجوم تقطع من الشروق إلى الغروب مسافة لا يقدر على قطعها في أعوام كثيرة.

و أيضا كانت الرياح تسيّر لسليمان بن داود (عليهما السلام) إلى المواضع البعيدة في الأوقات اليسيرة، قال اللّه تعالى: غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ [سبأ: 12]، و الحسّ يدل على ذلك و هو أن الرياح تنفذ عند شدة هبوبها من مكان إلى مكان آخر في غاية البعد في اللحظة الواحدة. و قد أحضر الذي عنده علم من الكتاب كرسيّ بلقيس من أقصى اليمن إلى‌

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست