responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 52

قلت: و لا منافاة بين هذه الأقوال، فقد ورد أن كلّا منها يغشاها كما سيأتي ذلك في القصة. و قيل أبهمه تعظيما له كأنه قال: إذ يغشى السدرة ما اللّه أعلم به من دلائل ملكوته و عجائب قدرته.

الإمام: «يغشى يستر، و منه الغواشي أو من معنى الإتيان، يقال فلان يغشانا كل وقت أي يأتينا، الوجهان محتملان».

الحادي و العشرون: في الكلام على قوله تعالى: ما زاغَ الْبَصَرُ:

الصحاح: «الزّيغ الميل، و قد زاغ يزيغ و زاغ البصر أي مال».

ابن القيّم: «قال ابن عباس: «ما زاغ البصر يمينا و لا شمالا، و لا جاوز ما أمر به». و على هذا المفسّرون، فنفى تعالى عن نبيّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ما يعرض للرائي الذي لا أدب له بين أيدي الملوك و العظماء من التفاته يمينا و شمالا لما بين يديه، و أخبر عنه بكمال الأدب في ذلك المقام، و في تلك الحضرة، إذ لم يلتفت جانبا، و لم يمدّ بصره إلى غير ما أري من الآيات و ما هناك من العجائب، بل قام مقام العبد الذي أوجب أدبه إطراقه و إقباله على ما أريد له دون التفاته إلى غيره، و دون تطلعه إلى ما لم يره، مع ما في ذلك من ثبات الجأش و سكون القلب و طمأنينته.

و هذا غاية الكمال. فزيغ البصر التفاته جانبا، و طغيانه مدّه أمامه إلى حيث ينتهي. فنزّه في هذه السورة عمله عن الضّلال و قصده عن الغيّ و نطقه عن الهوى و فؤاده عن تكذيب بصره، و بصره عن الزيغ و الطغيان. و هكذا يكون المدح:

تلك المكارم لا قعبان من لبن‌* * * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

اللباب تبعا للإمام الرازي: «اللام في البصر تحتمل وجهين: أحدهما: المعروف و هو بصر محمد (صلّى اللّه عليه و سلم)، أي ما زاغ بصر محمد، و على هذا فعدم الزّيغ لوجوه: إن قلنا الغاشي للسّدرة هو الجراد أو الفراش، فمعناه لم يلتفت محمد إليه و لم يشتغل به، و لم يقطع نظره عن مقصوده.

و على هذا فغشيان الجراد و الفراش يكون ابتلاء و امتحانا للنبي (صلّى اللّه عليه و سلم). و إن قلنا أنوار اللّه تعالى ففيه وجهان: أحدهما: لم يلتفت يمنّة و يسرة، بل اشتغل بمطالعتها، و ثانيهما: ما زاغ البصر بضعفه، ففي الأول بيان أدب محمد (صلّى اللّه عليه و سلم)، و في الثاني بيان قوته. الوجه الثاني في اللام: أنها لتعريف الجنس، أي ما زاغ بصره أصلا في ذلك الموضع لعظم الهيبة. فإن قيل: لو كان كذلك لقال: ما زاغ بصر، فإنه أدلّ على العموم لأن النّكرة في معرض النّفي تعمّ. فالجواب هو كقوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ [الأنعام: 103] و لم يقل لم يدركه بصر.

الثاني و العشرون: في الكلام على قوله تعالى: وَ ما طَغى‌: [النجم: 17].

اللباب تبعا للإمام الرازي: «فيه وجهان: أحدهما أنه عطف جملة مستقلة على جملة

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست