responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 41

أخذنا بآفاق السّماء عليكم‌* * * لنا قمراها و النّجوم الطّوالع‌

الثاني عشر: في الكلام على قوله تعالى: ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى‌: [النجم: 8].

الإمام الرازي: «فيه وجوه: الأول: و هو أشهرها أن جبريل دنا من النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، أي بعد ما مدّ جناحه و هو بالأفق الأعلى عاد إلى الصورة التي كان يعتاد النزول عليها، و قرب من النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

القرطبي: أي دنا جبريل بعد استوائه بالأفق الأعلى «فتدلّى» على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، المعنى أنه لما رأى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) من عظمة جبريل ما رأى و هاله ذلك، ردّه اللّه تعالى إلى صورة آدمي حين قرب من النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بالوحي. هذا قول الجمهور، انتهى. و عليه ففي تدلّى ثلاثة أقوال: الأول أن الدنوّ و التدلي بمعنى واحد كأنه قال: دنا فقرب.

اللباب: «ذهب الفرّاء إلى أن الفاء في «فتدلّى» بمعنى الواو، و التقدير: ثم تدلى (عليه الصلاة و السلام) و دنا. و لكنه جائز إذا كان معنى الفعلين واحدا قدّمت أيهما شئت، تقول دنا فقرب، و قرب فدنا، و شتمني فأساء و أساء فشتمني لأن الشتم و الإساءة شي‌ء واحد، و كذلك قوله تعالى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ [القمر: 1]، أي انشقّ القمر و اقتربت الساعة.

القول الثاني: في الكلام تقديم و تأخير، و تقديره: ثم تدلّى من الأفق فدنا من النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

القول الثالث: أن دنا بمعنى قصد القرب من النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) و تحرك عن المكان الذي فيه فتدلّى فنزل إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

الوجه الثاني: أن المراد دنا من ربه تبارك و تعالى، و المراد بالدنوّ هنا المنزلة كما في‌

قوله (صلّى اللّه عليه و سلم)‌ حاكيا عن ربه عز و جل: «من تقرّب مني شبرا تقرّبت منه ذراعا و من أتاني يمشي أتيته هرولة»

[1] و هذا إشارة إلى المعنى، و لهذا مزيد بيان في شرح القصة.

الوجه الثالث: دنا جبريل من ربه، قاله مجاهد.

الوجه الرابع: أنه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، دنا من ربه، و يحمل هو و الذي قبله كما قال الإمام الرازي على القرب من المنزلة. و الذي عليه الجمّ الغفير هو دنوّ جبريل من النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

الثالث عشر: في الكلام على قوله تعالى: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى‌. [النجم: 9].

الباب: «ها هنا مضافان محذوفان نضطر لتقديرهما، أي فكان مقدار مسافة قربه منه مقدار مسافة قاب».


[1] جزء من حديث أخرجه مسلم من رواية أبي ذر رضي اللّه عنه 4/ 2068 (22- 2687).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست