responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 400

الباب الثامن في سبب نزول قوله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ [آل عمران 181] و قوله تعالى: إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى‌ بَشَرٍ مِنْ شَيْ‌ءٍ [الأنعام 91]

روى ابن إسحاق، و ابن جرير، و ابن المنذر، و ابن أبي حاتم عن ابن عباس، و ابن جرير عن السّدّيّ، و ابن جرير عن عكرمة أن أبا بكر الصديق رضي اللّه عنه دخل بيت المدارس بعد نزول قوله تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً [البقرة 245] فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص [بن عازوراء] و كان من علمائهم و أحبارهم. فقال أبو بكر:

ويلك يا فنحاص: «اتّق اللّه عزّ و جلّ و أسلم، فو اللّه إنك لتعلم أن محمدا رسول اللّه قد جاء كم بالحق من عند اللّه تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة». فقال فنحاص لعنه اللّه: «و اللّه يا أبا بكر ما بنا إلى اللّه من فقر، و إنه إلينا لفقير، و ما نتضرّع إليه كما يتضرّع إلينا، و إنّا عنه لأغنياء [و ما هو عنّا بغنيّ‌] و لو كان عنّا غنيّا ما استقرض منا أموالنا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الرّبا و يعطيناه و لو كان عنّا غنيّا ما أعطانا الرّبا». فغضب أبو بكر فضرب وجه فنحاص ضربة شديدة و قال: «و الذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا و بينك لضربت عنقك أي عدوّ اللّه».

فذهب فنحاص إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: يا محمد، انظر ما فعل بي صاحبك.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لأبي بكر: «ما حملك على ما صنعت»؟

فقال أبو بكر: يا رسول اللّه [إن عدو اللّه‌] قال قولا عظيما إنه زعم أن اللّه عز و جل فقير و أنهم عنه أغنياء، فلما قال ذلك غضبت للّه ممّا قال فضربت وجهه. فجحد ذلك فنحاص، و قال: ما قلت ذلك. فأنزل اللّه تعالى فيما قال فنحاص [ردّا عليه‌] و تصديقا لأبي بكر رضي اللّه عنه: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَ قَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ نَقُولُ ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ‌ [آل عمران 181] و نزل في أبي بكر الصّدّيق، و ما بلغه في ذلك في الغضب: وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل عمران 186] [1].

و روى ابن أبي حاتم، و أبو الشيخ عن السّدّي في قوله تعالى: إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى‌ بَشَرٍ مِنْ شَيْ‌ءٍ، قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى‌ [الأنعام 91]. قال فنحاص اليهودي: ما أنزل اللّه على محمد بن شي‌ء. قال السّدّي: و المشهور أنها نزلت في مالك بن‌


[1] ذكره السيوطي في الدر 2/ 105 و عزاه لابن إسحاق و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست