responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 38

به الزمخشري و تابعوه». و قال صاحب الكفيل: «بل هي مضافة إلى مفعولها، و بسط الكلام على ذلك، و الشديد البيّن القوة».

روى ابن عساكر عن معاوية بن قرّة [1]- بضم القاف و تشديد الراء- رضي اللّه تعالى عنه، قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لجبريل: «ما أحسن ما أثنى عليك ربك: «ذي قوّة عند ذي العرش مكين، مطاع ثمّ أمين» ما كانت قوّتك و ما كانت أمانتك؟ قال: أما قوّتي فإني بعثت إلى مدائن لوط و هي أربع مدائن، و في كل مدينة أربع مائة ألف مقاتل سوى الذراري، فحملتهم من الأرض السفلى حتى سمع أهل السماء أصوات الدجاج و نباح الكلاب، ثم هويت بهن فقلبتهن. و أما أمانتي فلم أؤمر بشي‌ء فعدوته إلى غيره».

و قال محمد بن السائب: «من قوة جبريل أنه اقطع مدائن قوم لوط من الماء الأسود فحملها على جناحه حتى رفعها إلى السماء حتى أسمع أهل السماء نباح كلابهم و صياح ديكتهم، ثم قلبها، و من قوته أيضا أنه أبصر إبليس يكلم عيسى ابن مريم (صلّى اللّه عليه و سلم) على بعض عقاب الأرض المقدسة فنفحه بجناحه نفحة فألقاه في أقصى جبل بالهند. و من قوته هبوطه من السماء على الأنبياء (صلوات اللّه و سلامه عليه و عليهم)، و صعوده إليها في أسرع من طرفة عين».

العاشر: في الكلام على قوله تعالى: «ذُو مِرَّةٍ» [النجم: 6].

القرطبي: قال قطرب: تقول العرب لكل جزل الرأي حصيف العقل ذو مرّة، قال الشاعر:

قد كنت قبل لقاكم ذا مرّة* * * عندي لكلّ مخاصم ميزانه‌

و كان من جزالة رأيه و حصافة عقله أن اللّه تعالى ائتمنه على وحيه إلى جميع رسله.

الجوهري: «و المرّة القوّة و شدة العقل، و رجل مرير أي قوى ذو مرّة. قال:

ترى الرّجل النّحيف فتزدريه‌* * * و حشو ثيابه أسدّ مرير

ابن القيّم: «أي جميل المنظر، حسن الصورة، ذو جلالة، ليس شيطانا، أقبح خلق اللّه تعالى و أشوههم صورة، بل هو من أجمل الخلق و أقواهم و أعظمهم أمانة و مكانة عند اللّه، و هذا تعديل لسند الوحي و النبوة، و تزكية له، كما ذكر نظيره في سورة التكوير، فوصفه بالعلم و القوة و جمال المنظر و جلالته. و هذه كانت أوصاف الرسول البشري و الملكي، و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أشجع الناس و أعلمهم و أجملهم و أصفاهم نفسا.

الإمام: «في قوله: «ذو مرة» وجوه: الأول: ذو قوة، قلت و رواه الفريابي عن مجاهد


[1] معاوية بن قرّة بن إياس المزني أبو إياس البصري. عن علي مرسلا، و ابن عباس و ابن عمر. و عنه قتادة و شعبة و أبو عوانة و خلق. و ثقه ابن معين و أبو حاتم. قال خليفة: مات سنة ثلاث عشرة و مائة، و مولده يوم الجمل. انظر الخلاصة 3/ 41، 42.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست