responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 349

«و اللّه لوددت أنهم تركوها على حالها، ينشأ ناشئ من أهل المدينة و يقدم القادم من الآفاق فيرى ما اكتفى به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في حياته، فيكون ذلك مما يزهّد الناس في التفاخر و التكاثر» قال معاذ: «فلما فرغ عطاء الخراساني من حديثه قال عمران بن أبي أنس: كان فيها أربعة أبيات بلبن، لها حجر من جريد، و كانت خمسة أبيات من جريد مطيّنة لا حجر لها، على أبوابها مسوح الشّعر، ذرعت الساتر فوجدته ثلاثة أذرع في ذراع و عظم الذراع أو أدنى من العظم. فأما ما ذكر من البكاء يومئذ فلقد رأيتني في المسجد و فيه نفر من أبناء أصحاب النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، و أبو أمامة بن سهل بن حنيف، و خارجة بن زيد بن ثابت [1]، و إنهم ليبكون حتى أخضلوا لحاهم من الدمع. و قال يومئذ أبو أمامة: «ليتها تركت فلم تهدم حتى يفصل الناس عن البناء و يروا ما رضي اللّه لنبيّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و مفاتيح خزائن الدنيا بيده» و روى ابن سعد، و البخاري في الأدب، و ابن أبي الدنيا، و البيهقي في الشّعب عن الحسن البصري قال: «كنت و أنا مراهق أدخل بيوت أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) في خلافة عثمان فأتناول سقفها بيدي» و روى البخاري في الأدب، و ابن أبي الدنيا، و البيهقي عن داود بن قيس قال: «رأيت الحجر من جريد النخل تغشّى من خارج بمسوح من الشعر، و أظن عرض البيت من باب الحجرة إلى باب البيت نحوا من ستّ أو سبع أذرع، و أحرز البيت من الداخل عشر أذرع، و أظنّ سمكه بين الثّمان و السّبع».

و روى محمد بن الحسن المخزومي عن محمد بن هلال قال: «أدركت بيوت أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، كانت من جريد مستورة بمسوح الشّعر، مستطيرة في القبلة و في المشرق و في الشام، ليس في غربي المسجد منها شي‌ء، و كان باب عائشة يواجه الشام و كان بمصراع واحد من عرعر أو ساج». و روى ابن مندة عن بشر بن صحار العبدي قال: «كنت أدخل بيوت أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فأنال سقفها». و روى ابن سعد عن عمرو بن دينار، و عبيد اللّه بن أبي مرثد قالا:

«لم يكن على عهد النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) على بيته من حائط، فكان أول من بنى عليه جدارا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه». قال عبيد اللّه: «كان جداره قصيرا ثم بناه عبد اللّه بن الزبير».

تنبيهان‌

الأول: روى البخاري في تاريخه و في الأدب عن أنس رضي اللّه عنه، و البيهقي في المدخل عن المغيرة بن شعبة قال: «كان أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يقرعون بابه بالأظافير تأدبا


[1] خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري أبو زيد أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ثقة. عن أبيه و أسامة بن زيد و أمّ العلاء. و عنه الزّهري و أبو الزّناد. قال ابن المديني: مات سنة مائة، و قيل: قبلها بسنة، قاله الفلّاس، و لما بلغ عمر بن عبد العزيز موته قال: ثلمة و اللّه في الإسلام. الخلاصة 1/ 273.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست