responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 335

الباب الثاني في بناء مسجده الأعظم و بعض ما وقع في ذلك من الآيات‌

تقدّم‌

أن ناقته (صلّى اللّه عليه و سلم) بركت عند باب مسجده، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «هذا المنزل إن شاء اللّه»،

ثم أخذ في النزول، فقال: رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ‌ [المؤمنون 29]. و كان مربدا ليتيمين هما: سهل و سهيل، قال يحيى بن الحسن، و البلاذري و غيرهما: «ابنا رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النّجّار، و بذلك صرّح ابن حزم، و أبو عمر و رجّحه، و كانا في حجر أسعد بن زرارة كما في صحيح البخاري عند أكثر رواته.

و في الصحيح أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أرسل إلى بني النّجّار بسبب موضع المسجد، فقال: «يا بني النّجّار، ثامنوني بحائطكم هذا»

[1]، فقالوا: «و اللّه لا نطلب ثمنه إلا من اللّه» و في رواية: فدعا بالغلامين و ساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا. فقالا. بل نهبه لك يا رسول اللّه. فأبى أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما ثم بناه مسجدا. و كان أسعد بنى المربد مسجدا قبل أن يقدم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم).

و روى يحيى بن الحسن عن النّوار بنت مالك أم زيد بن ثابت أنها رأت أسعد بن زرارة قبل أن يقدم النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، يصلّي بالناس الصلوات الخمس، و يجمّع بهم في مسجد بناه في مربد سهل و سهيل، ابني رافع بن أبي عمرو بن عائذ قالت: «كأني أنظر إلى رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- لما قدم صلّى بهم في ذلك المسجد، و بناه فهو مسجده»، و ذكر البلاذري نحوه.

و روى الشيخان و البيهقي عن أنس رضي اللّه عنه قال: كان المسجد جدارا ليس له سقف، و قبلته إلى القدس، فأمر رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- بالنّخل بالغرقد أن يقطع، و كان فيه قبور جاهلية، فأمر بها فنبشت و أمر بالعظام أن تغيّب، و كان في المربد ماء فسيّره حتى ذهب، و كان فيه خرب فأمر بها فسوّيت، فصفّوا النّخل قبلة له، أي جعلت سواري له في جهة القبلة فسقّف عليها و جعلوا عضادتيه حجارة.

و روى ابن عائذ أن النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)- صلى فيه و هو عريش اثنى عشر يوما ثم سقّف،

و روى محمد بن الحسن المخزومي، و يحيى بن الحسن عن شهر بن حوشب قال: «لما أراد رسول اللّه- (صلّى اللّه عليه و سلم)- أن يبني المسجد قال: «ابنوا لي عريشا كعريش موسى ثمامات و خشبات و ظلّة كظلّة موسى و الأمر أعجل من ذلك». قيل: و ما ظلّة موسى؟ قال: «كان إذا قام أصاب رأسه‌




[1] أخرجه البخاري 1/ 117 و مسلم في كتاب المساجد (9) و أبو داود (453) و ابن ماجة (86).

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست