responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 297

الباب الرابع في محبته (صلّى اللّه عليه و سلم) لها و دعائه لها و لأهلها و رفع الوباء عنها بدعائه (صلّى اللّه عليه و سلم)‌

عن أنس رضي اللّه عنه‌ أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدر المدينة، و في لفظ: دوحاتها، و في لفظ: درجاتها طرح رداءه عن منكبيه و قال: «هذه أرواح طيبة»، و أوضع راحلته، و إن كان على دابة حرّكها من حبّه، و في لفظ: «تباشرا بالمدينة» و قال: «اللهم اجعل لنا بها قرارا و رزقا حسنا» [1]. رواه الشيخان و المحاملي و محمد بن الحسن المخزومي.

و روى الإمام أحمد و الشيخان و ابن إسحاق و اللفظ له عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت: «لما قدم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) المدينة قدمها و هي أوبا أرض اللّه من الحمّى، و كان واديها يجري نجلا- يعني ماء آجنا- فأصاب أصحابه منها بلاء و سقم، و صرف اللّه ذلك عن نبيه». قالت: «فكان أبو بكر و عامر بن فهيرة و بلال موليا أبي بكر في بيت واحد، فأصابتهم الحمّى، فاستأذنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في عيادتهم، فأذن، فدخلت إليهم أعودهم، و ذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب، و بهم ما لا يعلمه إلا اللّه من شدة الوعك، فدنوت من أبي بكر فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ فقال:

كلّ امرئ مصبّح في أهله‌* * * و الموت أدنى من شراك نعله [2]

قالت: فقلت: و اللّه ما يدري أبي ما يقول، ثم دنوت من عامر بن فهيرة فقلت: كيف تجدك يا عامر؟ فقال:

لقد وجدت الموت قبل ذوقه‌* * * إنّ الجبان حتفه من فوقه‌

كلّ امرئ مجاهد بطوقه‌* * * كالثّور يحمي جلده بروقه [3]

قالت: فقلت: و اللّه ما يدري عامر ما يقول. قالت: و كان بلال إذا أقلع عنه الحمّى اضطجع بفناء البيت ثم يرفع عقيرته و يقول:

ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة* * * بواد و حولي إذخر و جليل‌

و هل أردن يوما مياه مجنّة* * * و هل يبدون لي شامة و طفيل [4]

قالت: فذكرت ذلك لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و ما سمعته منهم. قلت. إنهم ليهذون و ما


[1] ذكره المتقي الهندي في الكنز (38157).

[2] انظر البداية و النهاية 3/ 221.

[3] انظر البداية و النهاية 3/ 222.

[4] انظر البداية و النهاية 3/ 221.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست