responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 29

قلت: قد تقدم نقله عن مجاهد، و نقله الماوردي عن الحسن أيضا. و قال الإمام الرازي:

«و مناسبة ذلك أن النجوم يهتدى بها فأقسم بها لما بينهما من المشابهة و المناسبة».

و قال ابن عباس في رواية عكرمة: أراد التي ترمى بها الشياطين إذا سقطت في آثارها عند استراق السمع. و هذا قول أبي الحسن الماوردي. و سببه أن اللّه تعالى لما أراد بعث محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) و رسولا، كثر انقضاض الكواكب قبل مولده، فذعر أكثر العرب منها و فزعوا إلى كاهن، كان يخبرهم بالحوادث، فسألوه عنها فقال: انظروا إلى البروج الاثني عشر فإن انقضّ منها شي‌ء فهو ذهاب الدنيا، و إن لم ينقضّ منها شي‌ء فسيحدث في الدنيا أمر عظيم، فاستشعروا ذلك، فلما بعث النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) كان هو الأمر العظيم الذي استشعروه، فأنزل اللّه تعالى: وَ النَّجْمِ إِذا هَوى‌، هوى لهذه النبوة التي حدثت.

الإمام الرازي: «إن الرجوم تبعد الشياطين عن أهل السماء و الأنبياء يبعدون الشياطين عن أهل الأرض.

ابن القيم: «و هذه الرواية عن ابن عباس أظهر الأقوال، و يكون الحق سبحانه و تعالى قد أقسم بهذه الآية الظاهرة المشاهدة التي نصبها آية و حفظا للوحي من استراق الشياطين له، على أن ما أتى به رسولا حق و صدق لا سبيل للشياطين و لا طريق لهم إليه، بل قد حرس بالنجم إذا هوى رصدا بين يدي الوحي و حرسا له، و على هذا فالارتباط بين المقسم به و المقسم عليه في غاية الظهور، و في المقسم به دليل على المقسم عليه، فإن النجوم التي ترمى بها الشياطين آيات من آيات اللّه تعالى، يحفظ بها دينه و وحيه، و آياته المنزّلة على رسله، بها ظهر دينه و شرعه، و أسماؤه و صفاته. و جعلت هذه النجوم المشاهدة خدما و حرسا لهذه النجوم الهادية.

و ليس بالبيّن تسمية القرآن عند نزوله بالنجم إذا هوى و لا تسمية نزوله هويا، و لا عهد في القرآن بذلك فيحمل هذا اللفظ عليه و ليس بالبين أيضا تخصيص هذا القسم بالثّريّا وحدها إذا غابت، و ليس بالبيّن القسم بالنجوم عند تناثرها يوم القيامة، بل هذا مما يقسم الرب عليه، و يدل عليه بآياته، فلا يجعله نفسه دليلا لعدم ظهوره للمخاطبين و لا سيما منكرو البعث. فإنه سبحانه و تعالى إنما يستدل بما لا يمكن جحده و لا المكابرة فيه، فأظهر الأقوال قول الحسن و ابن كثير و هذا القول له اتجاه».

الخامس: في الكلام على «هوى»:

السمين: «العامل في «إذا» إما فعل القسم المحذوف و تقديره: أقسم بالنجم وقت هويّة». قال أبو البقاء و غيره: «و هو مشكل، فإن فعل القسم إنشاء، و الإنشاء حال. و «إذا» لما يستقبل من الزمان، فكيف يتلاقيان؟.

نام کتاب : سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد نویسنده : محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي    جلد : 3  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست